رصاصة أطلقها الفاسدون في قلوب العشاق

#رصاصة أطلقها #الفاسدون في قلوب العشاق

#الصحفي_احمد_ايهاب_سلامة

كنت دوماً أكتب شعوري الذي لم أعرف كيف أُعبّر عنه إلا برؤية تلك الفاتنة الغائبة الحاضرة في قلبي، ربما الفراق جعلني أُفرغ اشتياقي لها في كتابات، وهي كلما راودتها الذكريات زاد تفكيرها بي لتعذبني أكثر.

محبوبتي كانت تختلف عن الأخريات، في عمرها وفي جنسها، كانت تعشق الشعر والكتابة، تستمع لأغانٍ قديمة وتحب السيارات الكلاسيكية، وتستمتع بكوب قهوة في الصباح وسماع فيروز وقراءة قصيدة عن الحب والفراق
نعم ربما تبدو دقة قديمة لكني اجزم
انها اتت من عصرٍ لم يأتِ بعد .

مقالات ذات صلة

وجهها لا ينتمي لعصر معين، بل هو خليط من قرون عديدة، نادر وفاتن وعتيق كالرواية والأغنية النادرة.

محبوبتي لم تنتخب يوماً، لكنها تقرأ وتطلع على السياسة ولا تفهم شيئاً، كانت تسأل عن الفقر والجوع في البلاد، ولماذا السياسة تشغل بالي، فأخبرتها: أنني لم أدرك حجم الفقر والفاسدين
إلا بعد أن عرفتُها.

اجيبها، أني أرى شوارع بلادي في عينيكِ، ووجهكِ الملائكي في شوارع عمان، بل في وجه كل فتاة اراها على هيئتكِ أنتِ ..

اجيبها أيضا، معرفتي بكِ علمتني أن العاشقين في بلدي يتحولون لشعراء بسبب الفقر، وعشاقٌ بحبهم للأردن وفلسطين وغزة ومقاومتها ..

أصبح الفقر سبباً في فراق العشاق
وهو أيضا الذي حرمني ومنعني من
الزواج بكِ.

كنت أعتقد أن الجوع هو الامتناع عن الطعام فقط، لكنني علمت أن الجوع هو عدم القدرة على تسديد فواتير تثقل كاهلك، علمت أن الفاسدين هم السبب في فراق العشاق، الفقر حال بيني وبين الزواج بكِ، كما حدث مع مجنون ليلى “قيس”.. وحبيب عبلة (عنترة) وجميل عاشق (بثينة) الذي رفضوه أهلها بسبب عدم قدرته على تأمين حياة كريمة لها..

لقد علمت بعد التعرف عليكِ أن الفقر والحرمان يمكن أن يحرم الإنسان من أبسط حقوقه ويذله، كأن يمد يديه لثري أو لشخص آخر، علمت أن هناك من لم يخلصوا للوطن واغتنوا بأموالنا وهاجروا بها إلى لندن وروما ليقضوا أعمارهم في الاستجمام هناك .

فراقنا كان بسبب الفقر والحرمان، لأنني لم أكن أملك ما يتيح لنا، لأن نبني حياة مشتركة، ولو حتى كوخاً أو خيمة

ربما، في يوم ما، سنلتقي في عالم آخر، حيث لا مكان للفقر ولا للفاسدين الذين توغلوا في هذه الحياة، ولا للظروف التي تفصل بين الأحبة، ونبني معاً حياة كما حلمنا، بعيدة عن كل العوائق التي كانت تحول بيننا.

اعلان
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى