رشفة وقت..

#رشفة_وقت..

💥

خاص سواليف الإخباري

#احمد_حسن_الزعبي

مقال الخميس 20-2-2025

يقولون أن #المطر سيحطّ فوق بيوتنا هذه الليلة فجأة ، كالأب العائد من السفر فجأة ،الساهرُ منا سيقفز فرحاً وهو ينظر اليه متهادياً على بوابة الدار ، ينظر من خلف ستارة الليل ، فيرى رذاذ بوحه واشتياقه يتكاثر تحت المصباح العالي كحبات الفراش ، ومن نام قبل ان يحتضن قامة #الشتاء القادم من القارات البعيدة ، سيصحو باكراً ليمسح عرق #الغيم عن جبهة الأرض وكتفها ..

غداً ، الخميس ، نهاية الأسبوع ، اعطوا همومكم “اجازة عرضية” واحضروا بكامل بهائكم خلف الشبابيك ؛ شبابيك البيوت ، شبابيك المكاتب ، شبابيك المستشفيات ، شبابيك السجون ، شبابيك المناوبات ، خذوا رشفة من الوقت الدافىء ،امسحوا باكمامكم بخار أمالكم العالقة على زجاج الانتظار ، امسحوا باكمامكم دموع النوافذ الواجمة، لتبصروا جيداً وجه الحياة ، راقبوا كيف يتقافز الأولاد فرحين تحت المطر ، كيف ينادي صاحب البسطة على خد التفّاح ، إنه يقتنص ضحكة حلوة من بين أكوام الهموم المرّة، راقبوا يد الخباز التي تحمل رغيفاً مولودا للتو يتنفس حنطة على “فرشة الخشب” ، راقبوا كيف يتّخذ الحمام البري من المداخن المهجورة والقرميد المسكور بيوتاً وقصور ..

غداً الخميس ،فلتنفضّ جلسات النميمة قبل أوانها ، وليلملم الموظفون أوراقهم سريعاً قبل نهاية الدوام واشتداد المنخفض ، وليتركوا بقايا فناجين قهوتهم على المكاتب ،ليخطفوا مفاتيحهم على عجل ، انه ينادينا دفء البيوت كما تنادي الأم على أطفالها وقت الغروب..فلنترك كل شيء بين أيدنا، ونرمي كل شيء خلفنا ، ونتفرّغ لحديث الغيم المقفّى بالمطر…فلنصمت جميعاً، ولنستمع لإلقاء السماء..

احمد حسن الزعبي

Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى