رشفة حزن

#رشفة_حزن

#خاص_سواليف

مقال الأحد 6 – 3 – 2022
الحاج #عبد_الإله_الشبول #الجندي السابق في #الجيش_العربي الذي خاض حرب ال67 يبوح لوكالة الأناضول قائلاً: ” كنت أشرب شاي كثير، مرّ عليّ واحد قلي بتشرب شاي والقدس راحت، كبيت الشاي وحرّمت أشربه”..
نصف قرنٍ لم يذق طعم الشاي حداداً على القدس، نصف قرنٍ وهو يشعر أن ما قام به بعد الهزيمة ترف ومنكر لا يليق بمقاتل عربي ، نصف قرن ورشفة الحزن عالقة على شفته وشفة الكأس المدلوق..رماه خجلاَ ،وكأنه قائد المعركة و الوحيد الذي يتحمّل الهزيمة..
الأردني الطيب يحمل أحزانه في كل مكان كما يحمل كيس علاجه ، لا يدير ظهره لمبادئه ،ولا يتألم من ثقل الملح الذي على ظهره ، يشعر بمسؤولية أخلاقية تجاه كل شيء ، يبكيه مشهد حزين في مسلسل بدوي ، ويثير حنينه جرّة ربابة عابرة ، وتفرحه ضحكة طفل عفوية…الأردني الطيّب نقيّ كقطعة ثلج ، كريم كغيمة ، شجاع كصقر..لذلك لا أستغرب أن يكون الحاج عبد الإله الشبول ابن الشجرة اين حوران والرمثا قد قطع عهداً على نفسه الا يشرّب الشاي والقدس محتلّة..أمي مثلاً كانت تحتفظ ببرواز قديم للمسجد الأقصى ، وكانت تستمتع كل ظهيرة من الراديو برنامج الراحلة كوثر النشاشيبي رسائل شوق وتبكي على القلب الذي قطعه النهر إلى نصفين وتبكي على رسائل الضفة الى الضفة المكتوبة بصوت النشاشيبي المميز..أمي لم ترتد ثوباً مطرّزاً أو ملوّناً منذ شبابها، ففي صباها مات أخوها غير الشقيق فأعلنت الحداد عشرين سنة ثم مات جدّي فواصلت الحداد..وعند وفاة أبي اكتمل ثالوث الحزن واستمرّت في حزنها..
طيّبون جداً، عاطفيون جداً، مخلصون جدّاً..تخجلنا وردة حمراء على قطعة قماش ، وتخجلنا #رشفة_شاي بعيد الهزيمة ..في وقت يشربون فيه نخب #القدس_الحزينة…

#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com