سواليف
من المسؤولية الوطنية علينا جميعا، رصد اي محاولة للتطبيع، والاختراق الصهيوني بكل اشكالة، لكن في نفس الوقت ان يكون ذلك ضمن منهج الوعي وتحري الحقيقة، وبعيدا عن جلد الذات او تصفية حسابات مع اشخاص او حكومات، لان التغميس خارج الصحن، هو فقدان للمصداقية، وتمييع للهدف الحقيقي.
صدر بيان عن تجمعات تعنى بمحاربة التطبيع مع العدو الصهيوني، يطالب الحكومة بمنع عرض فيلم ” المرأة الخارقة”وجاء في البيان ان الحكومة اجازت عرض الفيلم في الصالات الاردنية، وهنا اريد ان ابين بانه لغاية هذه اللحظة لم تتم اجازة الفيلم، وقد صدر بيان عن هيئة الاعلام يفيد بهذا المعنى، وهنا اقدم شهادة من واقع عملي كمدير للمصنفات المرئية والمسموعة في هيئة الاعلام، فانه وعلى مدار السنوات الماضية، قد منعت عرض افلام تتضمن افكار صهيونية، وافلام تتحدث عن كذبة المحرقة” الهلوكوست”، وافلان تستدر العطف على اليهود، وافلام تبين تفوق اليهودي وتميزه، ورغم ذلك لم تصلني اي اشارة من اي جهة رسمية، سواء كانت اشارة احتجاج، او استفهام،لا بل ان مدير عام الهيئة السابق” د. امجد القاضي”، كان يعزز موقفي ويدعمني في هذا الموضوع، وهذه شهادة من اجل الحقيقة، وليس دفاعا عن حكومة ابرمت اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني.
ومن ناحية اخرى فان شركات توزيع الافلام السينمائية في الاردن، كانت متعاونة بشكل كبير في هذا المجال، وكانوا ياخذون استشارتي في استيراد بعض الافلام المشكوك بطروحاتها، ويلتزمون بما انصحهم به.
عودة الى فيلم ” المرأة الخارقة”،فلا بد من الاشارة الى ان مضمون الفيلم ليس عليه اي اعتراض،ولا يتنافى مع مبررات الرفض تحت اي حجة، لكن مشكلة الفيلم هي في بطلتة الممثلة الصهيونية” غال غادوت”، فهي ليست مجرد يهودية تمتد جذور عائلتها في بولندا والنمسا والمانيا والتشيك، انما هي مجندة خدمت في جيش الكيان الصهيوني لمدة سنتين، وهي ناشطة سياسية، بمعنى ان لها مواقف واراء تساند حكومة وجيش الاحتلال، وضد الشعب الفلسطيني،ففي اثناء الحرب على غزة صيف 2014، نشرت صورة لها ولابنتها وهما يصليان لاجل جنود الاحتلال الصهيوني وكتبت تحت صورة نشرتها على موقعها “أبعث حبي وصلاتي لأبناء بلدي الإسرائيليين، وخاصة لجميع الفتيان والفتيات الذين يخاطرون بحياتهم لحماية وطني ضد الأفعال المروعة التي تقوم بها حماس، المختبئة مثل الجبناء خلف النساء والأطفال … سنتغلب عليهم”.ومواقف وتصريحات اخرى كلها تؤكد صهيونية الممثلة” غال غادوت”.
للتعريف بها، وحتى لاتمر مرة اخرى كما مرت في العالم العربي عبر افلام سابقة فهي مجندة سابقة،وملكة جمال الكيان الصهيوني وممثلته في مسابقة ملكة جمال العالم 2004، وعارضة ازياء، وبدأت التمثيل من خلال ادوار لها في التلفزيون الصهيوني بدأتها عام 2007، بدور في مسلسل “بوبوت”، لتنتقل الى السينما عام 2009 بفيلم” السرعة والغضب” وعام 2010 مع المخرج والمنتج ” شون ليفي” بفيلم “ليلة موعد”،وبدأت هوليود باعطائها ادوار متعددة بافلام تنتجها شركات كبرى،مثل” فارس ويوم” مع توم كروز،ثم افلام” السرعة الخامسة، وسرعة وغضب، والثلاثي، والغضب، وباتمان ضد سوبرمان- فجر العدالة، والمجرم، اضافة لدورها بفيلم صهيوني “طرد شوشانا” اخراج” شاي كانوت” تم تصويره في “القدس”، عن لاعب كرة قدم شاذ جنسيا.واّخر افلامها هو” المرأة الخارقة” من اخراج “باتي لاجينكينز”.
بدأ الانتباه للممثلة الصهيونية” غال غادوت” من لبنان عندما وجهت وزارة الاقتصاد والتجارة كتابا الى المكتب الرئيسي لمقاطعة اسرائيل بتاريخ 8-4-2016، لادراج اسمها تحت لائحة المقاطعة، ومنع عرض فيلم” باتمان ضد سوبرمان” الذي شاركت به، وقد كان رد مكتب المقاطعة سريعا، عندما اصدرت الامانة العامة لجامعة الدول العربية، مذكرة تطلب فيها مقاطعة كل الاعمال الفنية التي تشارك بها الممثلة الصهيونية” غال غادوت”.
نحن الان امام الصورة التالية، بعيدا عن التهويش والمزايدة ، والاستزلام،والعبث بالمعلومة، فان الفيلم لدى هيئة الاعلام وقيد الرقابة، وبطلته ممثلة صهيونية، وصادر بحقها قرار بمنعها في العالم العربي، من الامانة العامة للجامعة العربية،وبالتالي فان هيئة الاعلام امام خيار واحد، وهو منع الفيلم، على الاقل التزاما بقرارات الجامعة العربية، ولا اريد ان اتحدث عن اهمية صورة البطل في السينما وتاثيرها على الوجدان لدى المتلقي،وبالتالي تجميل صورة العدو عند الشباب العربي، ولا عن المسؤولية الوطنية والاخلاقية تجاه عدو يقوم في هذه اللحظة بقتل الفلسطينيين، وتدنيس الاقصى الشريف، واحتلال الوطن الفلسطيني.علما بان السلطات اللبنانية اصدرت قرار بمنع عرض الفيلم .