رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء الأردني..

رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء الأردني..

#الفقر، #الضرائب، #وانكسارالثقة#طريقٌ_واحد_إلى_الغرق

بقلم: د. #فلاح_العريني..
دولة الرئيس،
ما نعيشه اليوم ليس أزمة اقتصادية عابرة، ولا ضيقًا ماليًا مؤقتًا، بل انفصال خطير بين الوطن ومواطنيه، انفصال صنعته سياسات متراكمة، وأدارته حكومات متعاقبة، وتتحمل حكومتكم اليوم مسؤوليته الكاملة.
لقد نجحتم – ومن سبقكم – في عزل المواطن الأردني عن قضايا وطنه، لا بالقوة، بل بالإفقار.
فحين يصبح الفقر سياسة غير معلنة، تتحول حياة المواطن إلى معركة بقاء، ويُسحب منه حق التفكير بالوطن، ويُدفع دفعًا للاهتمام بنفسه فقط:
كيف يدفع؟ كيف يأكل؟ كيف يُكمل يومه؟
دولة الرئيس،
الفقر لم يعد حالة اجتماعية، بل أداة حكم.
وحين يُنهك المواطن بالجوع والقلق، لا يعود شريكًا في القرار، بل رقمًا في جداول الجباية.
أما الضرائب، فقد تحولت من وسيلة عدالة إلى وسيلة قهر.
تُفرض بلا إقناع، وتُجبى بلا ثقة، وتُحصَّل من الحلقة الأضعف دائمًا، بينما يشعر المواطن أن المال الذي يُنتزع منه لا يعود عليه بخدمة، ولا بكرامة، ولا بأمان.
وهنا، انهارت الثقة.
الثقة التي تُعدّ العمود الفقري لأي دولة.
لم يعد المواطن يصدق الخطاب، ولا الوعود، ولا البيانات، لأنه لم يرَ أثرها في حياته.
وحين تفقد الدولة ثقة مواطنيها، فإنها تفقد أهم مصادر قوتها، حتى لو بدت متماسكة إداريًا.
أما العزوف السياسي، فليس جريمة مواطن، بل إدانة نظام إدارة.
من أوصل الناس إلى القناعة بأن المشاركة لا تُغيّر، وأن الصوت لا يُسمَع، وأن الانتخابات لا تمسّ حياتهم، لا يحق له أن يلومهم على الصمت.
العزوف ليس كسلًا، بل احتجاجًا صامتًا على التهميش.
دولة الرئيس،
أنتم اليوم لا تواجهون أزمة اقتصاد فقط، بل أزمة ثقة، وانتماء، ومعنى.
وما لم تُعاد صياغة العلاقة بين الدولة والمواطن على أساس العدالة لا الجباية، والشراكة لا الوصاية، والكرامة لا الصبر القسري، فإن البلد يسير بثبات نحو فراغ سياسي واجتماعي خطير.
نقولها بوضوح لا لبس فيه:
إن لم تكن قادرًا على إعادة الوطن إلى حضن مواطنيه، واستعادة الثقة، وكبح الفقر، ووقف سياسة الضرائب العمياء، وإنهاء أسباب العزوف السياسي، فعليك أن تغادر.
ليس نكاية، ولا مزاودة، بل حفاظًا على الوطن.
فالأردن لا يحتمل مزيدًا من إدارة الأزمة، ولا يحتمل أن يغرق المواطن أولًا، ثم يُطلب منه إنقاذ السفينة.
إما تغيير حقيقي يعيد الناس إلى وطنهم، أو غرقٌ بطيء…
وحينها سنغرق جميعًا لاسمح الله..

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى