سواليف
انا لسا عم بستناك السما اليوم بكيت عليك كتير بس أنا لسا ما بكيت أنا عم بسمع الباب بيدق وعم بسمع صوتك وانت بتنادي علي وبتقلي يما رجعت!
بهذه الكلمات المؤلمة بدأت أم مفجوعة رسالتها لابنها الغريق في البحر الميت والذي قضى في سيول الخميس الفائت .
وكتبت الأم لابنها في هذه الرسالة المؤثرة أنها كانت خائفة عليه من البرد حيث طلبت منه قبل الذهاب في الرحلة المدرسية لبس “جاكيت”، إلا أنه بات اليوم في برد ثلاجة حفظ الموتى… مذكرةً بأن ابنها يخاف العتمة.
وتابعت الأم أنها لم تبك ابنها بعد حيث أنها لا تزال تنتظر أن يدق عليها الباب ويعود لبيته.. ووعدت الأم ابنها، الذي لا تزال تنتظر عودته، بأن لا تؤنبه لو رمى شنطته في نصف الدار أو دخل بحذائه الوسخ إلى البيت.. متمنيةً أن تشم رائحته مرة أخرى وتنظر لعينيه.
وتاليا نص الرسالة كاملا
“كنت خايفه عليك من البرد حكيتلك خد معك جاكيت تغير الجو، بس ما كنت عارفه انه برد التلاجه وصقيعها اللي رح تنام فيه اليوم كل النار اللي بقلبي ما رح تدفيه، تلاجه بارده، معتمه، و انت بتخاف من العتمه كتير، انا لسا عم بستناك السما اليوم بكيت عليك كتير بس أنا لسا ما بكيت أنا عم بسمع الباب بيدق وعم بسمع صوتك وانت بتنادي علي وبتقلي يما رجعت! أنا بوعدك اليوم لو رميت شنطتك بنص الدار ودخلت ببوطك اللي كله طين علسجاد ما رح أصرخ عليك، اليوم انت كنت طالع تنبسط وأنا مسامحتك لو شو ما تعمل بس خليني أشم ريحتك و أتطلع بعيونك اللي بتوزع علدنيا كلها فرح، انت تأخرت كتير انا واخوتك وابوك علشباك بنستناك الدنيا برد وعتمه، صوت قلوبنا اللي بتصرخ وبتناديك أقوى من صوت كل العواصف اللي بره، سامعنا يا حبيبي احنا عم نستناك، طولت كتير”.