رسالة خالدة

رسالة خالدة
د. محمد شواقفة

منذ زمن طويل لم أتابع فيلما من أي نوع و لكن بالأمس عرضت أحد المحطات فيلم الرسالة تزامنا مع ذكرى المولد النبوي و لا أستطيع مقاومة الكتابة عن مشاعري خلال مشاهدتي للفيلم الذي شاهدته مرات كثيرة.
رغم أنني أحفظ تفاصيل السيرة و أتذكر أحداث الفيلم لحظة بلحظة و لكنني كنت أتابع و عندي مشاعر مختلطة بأن تختلف بعض الأحداث المؤلمة التي نعرفها و ندرك أنها حدثت..
تمنيت أن لا تموت سمية و حزنت جدا عندما صرخ عمار باسم صنم الجاهلية.
أدركني خوف شديد و خشية كبيرة عندما اجتمع الكفار لينالوا من الرسول الكريم و هالني الامر عندما كاد الكفار ان يمسكوا بمهاجري الحبشة و اصدقكم القول ان الرعب تملكني عندما اقترب مطاردي الرسول الكريم من باب غار ثور في رحلة هجرته. و قد ادمعت عيناي عندنا انطلقت حناجر المسلمين في المدينة تغني و تهتف بطلع البدر علينا.
شعرت بكل الفخر و الاعتزاز عندما انتصر المسلمون في معركة بدر و افرحني جدا سقوط ابو جهل تحت اقدام المسلمين.
كم تمنيت ان تشل يمين وحشي عندما غدر بحمزة برمية رمح و كنت انتظر ان ينتبه حمزة و لا يستشهد أو يموت. و استمرت المشاهدة للسيرة العطرة التي توجت باقامة دولة العدل و السلام و انتشار الرسالة في كل ارجاء المعمورة. لم اقاوم الشعور بالفخر و الاعتزاز لانني انتمي لهذه الامة العظيمة العزيزة و لو قبل اكثر من قرن و نصف.
أدين لوالدي الكريمين بأن أعطوني شرف حمل إسم أفضل بني البشر و مثلي الملايين فلا يكاد يخلو بيت يؤمن بالتوحيد و يعشق الرسول الكريم من هذا الاسم و هذا يدل على مقدار محبتنا لنبينا الكريم و كل ما يذكرنا به.
كم من حضارات سادت و بادت و لم يتبق لاي كان منهم اي ذكر و طواهم التاريخ في صفحاته السحيقة. لكن محمدا لا يزال ذكره خالدا لا على لسان اتباعه و لا في ضمائرهم و قلوبهم و لكنه ايضا لا يزال حاضرا في عقول كارهيه و اعدائه، ذكره يخيفهم و سيرته ترعبهم. و هذا لم يحدث مع أي شخصية فكان ذلك شرفا عظيما يفتخر به كل من عرفه او سمع عنه.
لا يضير الرسول الكريم نباح الكلاب فسيرته و تعاليمه في قلوب و ضمائر مئات الملايين ذكرا مخلدا في كتاب الله المحفوظ سيدا للانبياء و شفيعا للعالمين..
ننتصر لرسولنا الكريم لأنه نصرنا و نعشق ذكره و نحب أن نتذكره لأنه منقذنا و شفيعنا. هو لا يحتاج لنا بقدر ما نحتاج إليه.
لنقاطع كارهيه و لنحتقر من يسئ إليه فلن يضروه بشئ و لن ينال أي تافه من قدره. فمحبته مزروعة في قلوب و ضمائر اتباعه الذين يتزايدون كل يوم رضي من رضي و أبى من أبى.
لا أعتقد بل و أؤمن أن رسول الله بذكره و سيرته لا يزال حيا و هديه يعيش معنا و نحيا به الى قيام الساعة.
و ليبتئس كل التافهون!

“إلا رسول الله”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى