رسالة (الثامن من آذار) ..توقيتها ودوافعها

رسالة (الثامن من آذار) ..توقيتها ودوافعها
سهير جرادات
إن اختيار #الديوان_الملكي الأردني يوم (الثامن من آذار ) للإعلان عن تلقي #الملك لرسالة ( نُسبت ) للامير #حمزة (يعتذر ويقر بخطئه)، لم يأت اعتباطا ، بل له مدلولاته ودوافعه التي تتناسب مع التوقيت.
جاء توقيت (رسالة طلب الصفح ) بعد عدة احداث وأزمات صعبة شهدها الأردن ، وفي خطوة إستباقية ( لاحتواء ) الاعتصام الذي دعا اليه ( #الحراك_الأردني الموحد)لإحياء ذكرى ( ٢٤ اذار ) ، ودعوة ( لجنة الانقاذ الوطني ) لاعتصام مفتوح على دوار الداخلية ( هبة نيسان )للمطالبة بإعادة أموال الشعب لخزينة الدولة ، وردا على عدم تلبية الأمير لدعوة شيخ المعارضين ليث شبيلات ، أكدت أنه ( محتجز ) وقيد الاقامه الجبرية ، مما تشكلت قناعة لدى ( عقل الدولة ) بالإسراع في ( طي ملف قضية الفتنة )للقضاء على الأصوات الثائرة التي (قد) ترفع اسم الأمير خلال ( #الاعتصامات ) رمزا للقضاء على #الفساد ، وأن اختيار التاريخ ليكون تاريخا للقضاء ( المسبق ) على (الثورة الشعبية )المحتملة .
منذ الكشف عن الرسالة التي جاءت بعد لقاء جمع الاخوين (بناء على طلب الأمير)،مما يؤكد أن الملك ( يرغب ) بإنهاء الأزمة مع أخيه غير الشقيق ،وإلا لم يكن ليقبل مقابلته ، وذلك لمواجهة (الهجمة الخارجية ) التي يتعرض لها العرش الهاشمي ، بعد نشر الدول الصديقة ( وثائق باندورا ) التي كشفت عن #العقارات_الملكية في الخارج ( وعلل الديوان سبب عدم الإعلان عنها من باب الخصوصية وليس بهدف إخفائها)، وكذلك كشف حسابات الملك في ( البنك السويسري ) ، التي عدَّها الديوان (غير دقيقة وقديمة ومضللة) ، وكل ذلك بهدف زعزعة الاستقرار الداخلي.
على مدار ( 11 شهرا ) منذ الإعلان عن (قضية الفتنة ) لم يتغير واقع المواطن الذي انهكه الفساد و #الفقر و #البطالة ، وما زال يعيش في حالة ذهول وهو يبحث عن حقائق مازالت غائبة عنه ، مثل اتهام الحكومة لزوجة الأمير ( وهي ابنة الأردن ) بالتخاطب مع روي شابوشنيك رجل الاعمال الإسرائيلي الذي تربطة صداقة مع الأمير ،الذي اقترح ارسال طائرة لنقلها وأطفالها خارج البلاد!! .. الى جانب حل لغز اعتقال 16 شخصية اردنية ، تم إطلاق سراحهم قبل تجهيز لائحة الدعوى ،وقبل محاكمتهم، بعد أن طلب ممثلون لعشائرهم الصفح عن أبنائهم الذين كان ذنبهم أنهم رفقاء للامير في الخدمة العسكرية ، ودعوا الامير على (مكمورة اربداوية ) او (منسف أردني ) بالجميد الكركي ، او (شبس وباسته الشركسية ) او مقلوبة ( فلسطينية )او على ( حوسه فلاحية) قلابة بندورة ..
تعددت الشائعات حتى وصلت بإطلاق إشاعة عن (موت الأمير) وخروجه خارج الأردن ، ونقلة الى (قصر برقش )، وتسريب صور له في حديقة (الملحق )الذي يعيش به بمنزل والده الراحل الحسين ، بعد اول وآخر ظهور رسمي للأمير ( منذ الازمة )برفقة الملك في زيارة للأضرحة الملكية، في ذكرى مئوية تأسيس الدولة،وصولا الى ولادة حياة جديدة وقدوم الامير محمد المولود السابع للامير ،( خمس بنات وذكرين )، من زواجين..
وما زاد حيرة المواطن الأردني عدم صدور أي تغريدة لأم الأمير الملكة نور (الامريكية الجنسية)، التي تعيش في أمريكا منذ وفاة زوجها ، وتحضر للاردن في زيارات خاطفة ، وبمناسبات رسمية !! .. حيث شغلت تغريداتها (تُصلّي لإطلاق سراح ابنها)العالم وليس الأردن فقط، وتداول اخبار عن اتصالات لها مع مسؤولين أمريكيين لتأمين خروج آمن له ( لجوء سياسي )إلى دول غربية ..
رغم أن الديوان عدّ الرسالة ( خطوة في الاتجاه الصحيح ، لعودة الامراء إلى دورهم في خدمة الوطن ) ، في إشارة الى احتمالية ( اسناد ) منصب أو مهمة للامير (لم يحدد بعد)،وعودته للظهور ، بعد استبعاد سيناريو خروج الأمير خارج البلاد ، إلا أن هذا لا يلغي فكرة ان مصير الامير ما زال مجهولا ومبهما كونه لم يتم الرد الملكي على الرسالة والموافقة على الصفح واطلاق سراح الامير وانهاءالاقامة الجبرية واعطائه حرية التنقل والسفر .
يدور في الصالونات السياسية حاليا حديث عن إصدار( عفو خاص ) ومن الترجيحات ان يكون عشية ثبوت أحد الهلالين (رمضان أوالعيد )،بعد أن شهدت الساحة الأردنية حركشات دبلوماسية سعودية مع رئيس الحكومة وشخصيات سياسية (بحسب تصريحات صحافية لمصدر مطلع) للضغط تجاه إطلاق سراح السجين الجدلي باسم عوض الله ثلاثي الجنسيات ( امريكية -سعودية -أردنية ) ،أو قضاء محكوميته في أمريكا أو السعودية اللتين يحمل جنسيتهما، و تحصيل حاصل انهاء محكومية الشريف حسن بن زيد مزدوج الجنسية (سعودية -اردنية )الذي رفض المشاركة في جنازة والدته التي رحلت اخيرا ، ودفنت في المقابر الملكية ، وبالتالي طي صفحة (الفتنة)..
كانت زيارات الأمير الميدانية للقبائل الأردنية قد اغضبت القصر ، وخاصة زيارة بيوت الاجر لضحايا حادثة مستشفى السلط الذين لقوا حتفهم بعد نفاد الاوكسجين ، والتي توفي على اثرها (8 أردنيين) ، وآخرها تسريب الفيديو ل ( الكشتة )، وهي كلمة تركية تعني (نزهة بريّة)، التي قضاها مع قبيلة الحويطات،مما أحدثت جميعهاأزمة بين الاخوين و شرخا داخل العائلة المالكة..
ومن المنتظر ، أن تشهد الساحة الأردنية تغييرات في المناصب العليا، في محاولة لتحسين صورة الحكم التي هزت ،وإعادة الثقة بالدولة ومصداقيتها مع القواعد الشعبية ، بعد ان فشلت الشخصيات الحالية في إدارة الازمة مما اربك المملكة واحدث شرخا في الدولة .
الحكومة تعيش في حالة قلق ، دفعتها لاتخاذ إجراءات لامتصاص غضب الشارع ، الذي يعاني موجة ارتفاع للأسعار ترافقها حالة عدم الرضا والغضب الداخلي والشعور بان وطنه منهوب ، لذلك قامت في خطوة استباقية بتأجيل القروض البنكية، وتثبيت أسعار المحروقات ، وتسهيل قروض للطلبة ، وتقديم المنح لتزويج أئمة المساجد ، ورفع فائدة الايداعات في البنوك، في محاولة لتفادي ( صيف ساخن ) .

Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى