#رسائل #المنتحرين للدولة ومؤسسات #المجتمع #الاردني .
أ.د حسين محادين
(1)
علميا؛ لعل اصعب ما يواجهه الباحث في بنية وتجليات #الانتحار كتحدِ جمعي لنا، خصوصا بين من هم من شريحة #الشباب، هو ان رصده وتحليله كباحث “للانتحار المتنام” امام #الدولة ومؤسسات المجتمع الاردني..وهذا مايجب دراسته والعمل الموسسي والأمني للوقاية من تفاقمه.
(2)
السنة الماضية بلغ عدد المنتحرين( 169) حسب الاحصاءات الرسمية اضافة الى اولئك الذين لم يكملوا عمليات شروعهم في الانتحار الفعلي ؛ ما يشير الى ان هذه #السلوك الصادم دينيا واجتماعيا آخذ في الارتفاع بشكل موجع، خصوصا وان الاهتمام الاردني العام بالانتحار مازال فاترا على العموم وهذا ما يتناقض مع اهمية الانسان كمُعمر للحياة وليس مدمرا لها، والا كيف نفسر غياب الدراسات العلمية الواجب وضعها من قِبل اهل العلم والاختصاص بين يدي صناع القرارات المختلفة في الدلة الاردنية من جهة، ومن جهة متممة هي عدم اشهار حملة وطنية عبر الاسر، المدارس، الجامعات، ودور العبادة؛وسائل الاعلام المختلفة؛ بهدف الوقاية المجتمعية من مهددات الانتحار للبناء السياسي للدولة في آن، وهذه ضرورة اخلاقية، علمية وسياسية وأمنية معا.
(3)
كباحث في هذا المجال اود القول ان مثل هذه الدراسات العلمية والامنية الواجب اطلاقها ودعمها من الحومة والجامعات الاردنية واصحاب الاختصاص تحديدا، انما تقتضي دراسة تشخصية لبنية ومعاني ارتفاع نسب الانتحار الواخزة في شجرة حواس المجتمع الموجوع جراء ارتفاع منسوب البِطالة والفقر وسؤال الحريات والتنمية، تصاعد الاحساس بالاغتراب لدى الشباب من الجنسين، ومدى صدقية التكافل الاجتماعي في مجتمعنا العربي المسلم، فأنا كباحث مؤمن ان هذه المشكلة الاردنية المتوالدة في المدن الكبرى وصولا الى الارياف ؛ يجب ان توضع عند صناع القرار كأولوية أنسانية وامنية ملحة لاتقل عن تحديات البطالة والاحساس بالاحبات لدى الكثيرين، خصوصا وان بذور الربيع العربي ما زالت حاضرة في الوجدان الجمعي العربي، وبغض النظر عما قيل عن واقع ومآلات هذا الربيع الذي ما زالت افكارة حاضرة في هذا العنوان الحياتي او ذاك وما زالت تمثل شرارة كامنة اتمنى ان لا تشتعل لا سمح الله.
(4)
اخيرا؛ اقترح مايلي:-
- قيام الحكومة الاردنية بكل اذرعها المدنية والعسكرية باشهار خطة بحثية وعلمية مدعومة، لدراسة العوامل المتداخلة التي تجعل اردنيا ما في مجتمع عربي مسلم يتحدث عن قيم التكافل والاسناد والجسد الوحد، يُقدم على الانتحار من على جسر او بناءً شاهقا هنا او هناك تعبيرا عن حجم الصراخ والاحباط الذي يود ان يشهره هذا المُنتحر/ة
بوجهنا افرادا ومؤسسات دولة اردنية. - على كل مؤسسات مجتمعمنا ان تدرك بالوعي والعمل الوقائي والتنويري خطورة ان يتحول الانتحار المتنام مقبولا بالمعنى الديني او الاجتماعي بكونه واقعا معيشا او ملاحظا لكل بصيرة وباحث في الحقل النفس اجتماعي ترابطا مع علم التنمية الاقتصادية في آن.
حمى الله وطنا الحبيب وانساننا الطيب والمغالب فيه…فهل نحن فاعلون..؟.
قسم علم الاجتماع-جامعة مؤتة.