ردا على رسالة وزير التربية والتعليم / المعلم أبو ورد

ردا على رسالة وزير التربية والتعليم
وزيرنا الراكن في العبدلي

أعرف منيف الرزاز وأعرف عيادته القديمة الطاهرة ، وكفاءته المبهرة ، وأعرف شيئا عن تاريخه الحزبي ، وانتقالاته الكثيرة ، وما جرته من وجع وفيض ألم . والدك يا وزيرنا منارة خلق ، ورجل مبادئ ، لم تغرره المناصب ، والامتيازات ، ولم تأخذ بعقله فتكات الاستهلاك ، وأوهامها ، ولم يكن من رجال النخب التي تغيب ثم تطلع مع كل ما نظنه جديد حافل .
قرأت بعض رسالتك ، وأحسست بالشفقة ، والخوف ، والخذلان ، والغياب . فليس يا سيدي كل ما تقرأه صحيح ، وليس كل ما يقال يعكس الواقع . الميدان يا معالي الوزير عين الصواب ، ومعلموك يفترض ان يكونوا مراسلوك ورسلك ، فمن يأكل العصي ليس كمن يعدها ، ومن لا يطمع بمنصب او امتياز لا يخشى البحر ، فالبلل وصل حد الرقبة .
واقع التعليم الحكومي مربك ، مشوش ، لا يفضي الى مخرجات مبشرة كما تزعم . المعلمون يغرقون بالديون ، وعادة يعلنون إفلاسهم مع بداية الشهر ، يقعون تحت عبء الحاجة ، والأسعار في ازدياد ، والحاجات لا تعلن رحمة ولا رأفة ، تغيب الإسكانات ، أو يستولي عليها أصحاب النفوذ ، التأمين الصحي ، تأمين المعلم يحتاج إعادة نظر سريعة ، ينظر كثير من أطباء القطاع الحكومي إلى المعلم بريبة وشك ، بل ويفصحون عنه بعلانية ، بكتب تطلب التشديد على المعلمين ، ومنحهم إجازات مرضية . أنصبةالمعلمين مرعبة ، ماذا تعني خمس وعشرون حصة في الأسبوع ، هل أخذتم رأي إطباء العقل والنفس في الأمر ، النقابة لم تعد بوهجها القديم ، ولا كفاءتها المأمولة ، مجرد معلم إضافي يغرق بهمومه وواقعه .

يا ابن منيف

الصفوف تعاني من اكتظاظ ، المساحات لا تفي ، عندها يتعطل الأداء والمنهاج ، صفوف تصل الستين في المراحل الدنيا ، أتعرف معنى هذا ؟؟ والأهم انتشار الوساطة والمحسوبية ، الجميع يبحث عن المناصب الإدارية ، من لا واسطة له، أوليس محسوبا على أحد تتضاءل فرصته ، وبالتالي غابت الكفاءة الإدارية عن كثير من مدراء التربية ومدراء المدارس ومساعديهم ، الكراسي محفوظة لأصحابها ، أصبح التسلط عنوانا ومنهاجا ، وغدت العلاقات الشخصية أساسا في العملية التربوية .

مقالات ذات صلة

معالي الوزير

كل عام وانت بخير ، وعسى ربك ان يبدل الحال بحال أحسن ، وهو على كل شيء قدير

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. اصبت ابا ورد في طروحاتك القيمة ، وفرصة ونحن في بداية العام ان نشير ، لتلك الفجوة الحضارية بين المدارس ، من منطقة لاخرى ، والاختلاف في البنية التحتية ، مرافق صحية ، وغرف صفية متسعة وكثيرة ، وغرف انشطة مختلفة ، في حين تعاني بعض المدارس من اكتظاظ في الاعداد.، الافتقار لشرية ماء نظيفة ، صفوف.جوالة تتلقى الحصص في مطارح مختلفة في المدرسة ، وحواسيب مهترئة تالفة ، مختبرات كيميا وفيزيا خربة تصلح اعشاشا للطيور ومخابئ للجرذان ، هل كتب على بعض المجتمعات ان تبقى جاهلة معراة من ابسط حقوقها الانسانية ، في حين يرفل البعض بالحضارة والرقي …
    ما المقياس في الامر ،والى متى هذا التجاهل …..؟

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى