
سواليف – رصد – فادية مقدادي
تنويه .. نشرنا امس هذا المقال على انه للنائب صداح الحباشنة ، ولعدم تنويه النائب ان هذا المقال منقول لم نشر الى اسم الكاتب الأصلي .
لذلك وتحريا للمصداقية والملكية الفكرية التي تنتهجها سواليف قدر المستطاع ، نعيد الحق الى صاحبه وننشر المقال الاصلي من صفحة الكاتب محمود الشمايلة .
ردا على تعيين نجل رئيس الوزراء ” فوزي هاني الملقي ” مديرا للخدمات في مطار الملكة علياء الدولي نشر الكاتب محمود الشمايلة مقالا تحت عنوان ما بين الملكية وحرس الحدود …. قائلا
الاهداء الى فوزي الملقي بمناسبة تعيينة مديرا لخدمات المطار.
ما بين الملكية الأردنية وحرس الحدود
مساحة من القهر تتجاوز ارض الحماد
خالد المصري وفوزي هاني الملقي وعوض وعواد وسليمان ومحمد وما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ….
في ادارة الملكية تقرر تعيين سليمان الحافظ رئيسا لمجلس الادارة وبضغط كبير من الماما تم ترفيع ابنه الى وظيفة مدير الموارد البشرية وبراتب شهري يتجاوز ال ٥٠٠٠ دينار مع الكثير من الصلاحيات التي مكنته من قمع فوزي ابن هاني الملقي .
فقد جرده من جميع صلاحياته وجعله موظف بلا وظيفة ،حتى انه قدم استقالته من الملكية لسوء حالته النفسيه نتيجة الضغط والقمع والقهر لو لا ان والده هاني الملقي تدخل في الوقت المناسب وسحب الاستقالة.
اما عوض فقد جُند في الجيش على حساب النقص العام ، وبواسطة الباشا ابن القرية ، فقد اشفق على والدة المزارع الذي قال انه يحتاج الى جهد اضافي في الحقل ،فقد كان عوض يتحمل اعباء كبيرة في العناية بحقول القمح وبستان الزيتون .
دخل عوض الجيش بعد انتظار طويل للموافقة الامنية من المخابرات ، فقد كان المحقق يصر على سؤال عوض عن اسباب تركه للجامعه رغم انه قطع شوط كبير في الدراسه ، وكانت اجابة عوض ان والدي لم يعد قادر على دفع تكاليف الجامعه مع وجود عائلة كبيرة معظمهم صبايا في عمر الورد.
الجدير بالذكر ان المحقق لم يصدق ذلك.
على اية حال انهى عوض تدريبة في معسكرات خو واصبحت جبهته سمراء كالحنطة وتقاسيم وجهه تشبه تظاريس الوطن .
التحق بكتيبته الجديدة والكثير من الدعاء يلازمه ، فقد امضت امه ليالي طويلة وهي تدعو الله ان يوفق ولدها ويجعله قرة عينيها ،،، وقبل ان يغادر وعدته ان تزوجه من احدى صبايا البلدة بعد موسم الزيتون القادم ،
قبل يدها وجبينها وراح ينتصب ببندقيته وخذوته وبسطاره على الحدود الشمالية .
عوض يقف على ارض الحماد وعينيه تراقب المدى كالصقر ، يحمل هما يؤرقه ليلا ونهارا ، كيف يمنع عينيه من النوم مع كل هذا التعب والارهاق ، كيف يقاوم الم قدمية التي احرقها البسطار الذي عانق ارض الحماد لتشعل جسده نارا.. والخوذة الحديدة تطبخ دماغه.
هو لن يستسلم فالوطن امانة في عنقه .
يعين السيد هاني الملقي رئيسا للوزراء .
ينتشي فوزي فرحا ، والخبر ينزل كالصاعقة على رأس خالد الحافظ.
لم ينم طوال الليل مهموم مغموم تماما ك الجندي عوض الذي افترش ارض الحماد اغمض عين وترك الاخرى تحرس في سبيل الله تماما ( مثل الذيب)
تحاول الماما ان تخفف عنه ، ولكنه يصيح بوجهها ، تعانقه وهي تقول له ( يا حبيبي اتوكل على البابا ولا يهمك البابا بحلها.)
يقترب عواد من زميله عوض اثناء الوظيفة ، يحمل في يده كيس اسود ، يفرد محتوياته ، القليل من الخيار والبندورة وبعض ارغفة الخبز ، يفرش الكيس الاسود ويفرغ علبة سردين بدون شطه على الكيس.
يبتسم عوض وهو يقول مازحا ( أخ على كاسة شاي من تحت ايد ام عوض).
عوض وعواد ونصر وابراهيم وسالم ، استثمارات الوطن ومقدراته غير قابلة للخصخصة او العمولات والرشاوي ، مشاريع شهداء غُب الطلب….ضباط صف يتقاضون راتب لا يتجاوز ال ٤٠٠ دينار لكل منهم .
الرقيب ابراهيم بعد خدمة ٥ سنوات في الجيش استطاع ان يشتري سيارة كيا موديل ٩٥ عن طريق البنك الاسلامي وبكفالة زميله العريف عطية.
على الحدود الاردنية الشمالية
ثمة صقور لا تنام ، تتجاوز احلامهم سيارة الكيا والعروس التي تنتظر في خدرها ، ،،
احلامهم ليست الحصول على شريطة تعلق على الكتف لن تزيد راتبه ثمن قميص يقدم هدية لامه حين لقاء .
انهم اسود لا يفكرون بالعودة الا لتقبيل جبين امهاتهم وهم يشعرون بالسعادة لان الوطن ما زال بخير …
ام عوض لا تعرف هاني الملقي ولا تعرف زوجته ، هي لم تقابل سليمان الحافظ ولا تعرف فيما اذا كان تاجر قماش في وسط البلد ام انه خياط بالقرب من المسجد الحسيني .
ام عوض لا تعرف المطار ولا سلطة العقبة ولا. سلطة المياه ، هي فقط تعرف طبق سلطة الخيار مع اللبن لان ابنها عوض يحبها هكذا لانها رخيصة ولا تشكل عبء على جيب والده .
عوض ما زال يقف على الحدود ممشوقا بقامته يصد الريح ويحلم في وطن يعانق السماء بكبريائة .
خالد ابن الحافظ يحلم في أن لا يسقط من الطابق الثامن كوالده .
عوض ورفاقه يلملون ما تبقى من الطعام في ذات الكيس ، يضعه على صخرة مجاورة ويحسن فتحه لعل طير جائع ينال ما قسمه الله له …
أرض الحماد تشتعل من جديد ،وعوض يحكم شد ازرار حذائة وخوذته ويتفقد بندقيته ، ينتصب من جديد وهو يرقب المدى دون أن ينظر خلفه.
ام عوض تعيد عد مدخرات عوض التي يوفرها من راتبه ، وحجم المدخرات يعكس عمر عوض على الحدود ،،،
كل شهر بستين دينار ، وعمرا من اشتعال قلوب الامهات اللواتي ينتظرن عودة ابناءهن على عتبات البيوت ،
ودمعة العين تفضح حرقة القلوب.
سبّل عيونه ومد ايده يحنونه // شهيد صغيّر وكيف اهله يتركونه.
سحابة حبلى تمطر شهداء وتوزعهم على مساحات الوطن لينال كل منّا حصته من الحزن والقهر بالتساوي .
ومدخرات عوض أنفقت في تغطية نفقات بيت العزاء.
خالد وفوزي وهاني وسليمان لم يقدموا العزاء بحجة انهم باعه متجولين لا يعنيهم شهيد يطبع قبلة على جبين أمه.
لله در امهات الشهداء كيف يحتملن كل هذا الالم ….؟!
كيف …….؟؟؟؟!!!!!؛؛
ملاحظة: هذا المقال كتبته العام الماضي في رمضان واعيد نشره اليوم.