رحمة.. أردنية خُلقت بلا ذراعين تتقن فن الفسيفساء بقدميها (قصة إنسانية) / فيديو

#سواليف

  • تبلغ 36 عاما وتنجز أعمال #الفسيفساء اليدوية بقدميها..
  • حازت المركز الأول في أول تجربة لها في صناعة الفسيفساء..
  • الإعاقة والظروف المادية الصعبة لم تمنعها من الوصول لأهدافها

بابتسامة لا تفارق محياها، تلوّح #الأردنية#رحمة خير الله” للعالم دون يدين، برسالة عنوانها التسليم بأمر الله، رغم الظرف الصعب والنادر الذي تعيش معه.

خير الله (36 عاما) المولودة بلا ذراعين، قصة إنسانية تزخر بالمعاني والعبر، تجاوزت خسارة فقدان العمل اليدوي لتبني مستقبلها بقدميها، في إصرار على النجاح.

لم تتوقف الشابة الأردنية عند الاعتماد على قدميها في تلبية احتياجاتها اليومية، لكنها قررت أن تكون عنصرا فاعلا في مجتمعها، فلجأت إلى فن الفسيفساء لتشكل من خلالها لوحات فنية لا يتقنها سوى الموهوبين.

مراسل الأناضول، زار خير الله في مكان عملها في بيت الفسيفساء للحرف والتحف اليدوية (خاص)، بمحافظة مادبا (وسط)، واطلع على واقع عملها، واستمع إلى تفاصيل حكايتها.

  • البدايات الصعبة
    وفق ما روت للأناضول، فقد ولدت رحمة بمنطقة شفا بدران بالعاصمة عمان عام 1986، وهي الشقيقة الثالثة لاثنين من الذكور وواحدة من الإناث.

مرّت أسرتها بظروف معيشية صعبة، فوالدتها ربة منزل، ووالدها الذي كان يعمل بالسباكة، اضطر لترك عمله نتيجة تعرضه لمشاكل صحية.

قالت رحمة: “عندما ولدت مكثت والدتي بالمستشفى لأسبوع قبل أن تعلم بحالتي”.

وأضافت: ” عندما حضر والدي إليها بدوني تساءلت مذعورة، فرد عليها أن ابنتنا بخير، لكن هناك أمر لا بد من قوله وهي أن ابنتك بدون يدين”.

وتابعت: “كان رد والدتي وقتها الحمد لله، ومنذ ذلك الوقت قالت سأسميها رحمة”.

وبأسلوب يدلل على فخرها بوالدتها، قالت خير الله: “أمي من علمتني أن أستخدم قدمي، فقد كانت تعطيني الأشياء وتضعها بين أصابعي وتراقبني من بعيد”.

وزادت: “شيئا فشيئا تعودت على ذلك، ورفعت لي أمي مستويات التعليم والتدريبات، وألحقتني بمركز خاص للإعاقة الحركية، وزادت بعدها قدراتي بشكل كبير”.

  • رحلة ألم
    وبحزن واضح، بيّنت رحمة: “تلقيت تعليمي المدرسي من الصف الأول وحتى السادس في مدرسة لذوي الإعاقة، لكن لم يتم قبولي بعدها بأي مدرسة، بحجة عدم القدرة على تحمل مسؤوليتي، علما بأنني لا أعاني من أي مشاكل صحية”.

وأضافت: “كنا لا نملك منزلا وتوجهنا لكثير من الجهات الحكومية لمساعدتنا إلا أننا كنا نواجه بالرفض”.

سألناها عن المنزل الذي يقيمون فيه، فقالت: “ظهرت قبل 20 عاما على إحدى القنوات الفضائية، وتابع قصتي الأمير السعودي نايف بن عبد العزيز، وبالفعل تواصل معنا وتبرع لنا بمبلغ مالي اشترينا به قطعة أرض وبنينا عليها منزلا لنا”.

وأضافت: “زيادة على المنزل، تبرع لي بتركيب أطراف صناعية، وذهبت للولايات المتحدة وعدت إلى الأردن بعد 3 أشهر بتلك الأطراف”.

وتابعت: “وعدني الأمير السعودي بأن أؤدي العمرة والحج، وتم ذلك بالفعل، وخلال أدائي لمناسك الحج، أتعبتني الأطراف فاضطررت لوضعها بحقائب السفر خاصتي، ومع الأسف سرقت تلك الحقائب، ومن يومها وأنا بدون أطراف”.

وبسؤالها عن نظرة المجتمع لها، صمتت الشابة الأردنية قليلا، وتباطأت أنفاسها قبل أن تتكلم مجددا: “قبل 15 عاما، كنت أشعر بنظرات الناس التي تدل على أنهم ينفرون مني، فأنا آكل وأشرب بقدمي”.

وواصلت: “عندما كنت أشاهد ردود أفعال الناس ونظراتهم كنت أغلي من الداخل لكني لا أرد عليهم، وأكتفي بالقول: لهم الله”.

  • الأولى في الفسيفساء
    عام 2018، التحقت رحمة بدورة لتعلم فن الفسيفساء دامت 13 يوما، وكان مطلوبا من المشاركين إنجاز لوحة واحدة على الأقل خلال الفترة التدريبية.

كان صوتها هادئا وخافتا بعض الشيء وهي تروي قصة التدريب على الفسيفساء، لكنه ارتفع مع نبرة فخر بدت على محيّاها حينما قالت: “تمكّنت أثناء التدريب من تصميم 3 لوحات فسيفسائية، وقد انبهروا بما فعلت”.

وأضافت: “أكد القائمون على الدورة أن ما قمت به لا يقدر عليه الأصحاء، ولم يكن تعاطفا، فقد حصلت على المركز الأول”.

وبابتسامة تبدي فخرها، زادت: “أُقيم للمشاركين حفل تخريج، وقد وقف لي الجميع وهم يصفقون، وقد كنت فرحة بذلك”.

وتابعت: “أما الآن فأنا سعيدة بعملي الجديد، فقبل أسابيع تواصل معي أحد المختصين بصناعة الفسيفساء في المدينة طالبا مني العمل معهم في صناعة اللوحات الفسيفسائية المختلفة”.

وتقع مدينة مأدبا على بعد 33 كيلومترا، جنوبي العاصمة الأردنية عمان، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عهد “المؤابيّين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

ويُطلق على المدينة الأردنية “عاصمة الفسيفساء” لأن أغلب المواقع السياحية فيها تحتوي على لوحات الفسيفساء، فضلا عن وجود مراكز كثيرة تتخصص في تعليم هذا الفن.

المصدر
مادبا/ ليث الجنيدي/ الأناضول
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى