رجال من هذا الزمان / طارق آل سعيفان

رجال من هذا الزمان
ألا ليت الحياة تسمو برجالها، كما تسمو بوقائع أخلاقها، نسمع أقولا من الرجال تزداد جعجعة، لكن دونما نرى أفعالها، إذا رأيتهم أقبلوا من بعيد حسبت أنهم سيحررونها، إلا أنهم أجسام قد نامت عقولها، يتكلمون و يرفعون أصواتهم بحرارة، وعند المعارك بالأدبار يولونها، جبناء في وقائعهم، يستسهلون بسائط الأمور، ما سعوا أبدا ليكونوا رجال عز، كل همهم أن يسرقوا ما ليس لهم، هم عار على كل زمان، بعدما أصبحوا أتباع الرذيلة في كل سوق يهيمون، لو أبصرتهم، شاهدت فيهم منكرات تسير بين المكارم، كم و كم قالوا بأنهم سيفعلونها، فهيهات هيهات أن يصدقوا بأقوال منذ الأزل تحلّفوا بها، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلوا يا أهلها، يا من وثقتم برجالها، سيقطعون بكم كل مواثيقها، ثقوا بنسائكم لعلّكم تجدون فيهن على العهد من تفعلها، فليس من رجال هذا الزمان من يبقون على عهودهم، سيندثرون مهما ظننتم بأنكم مخلدونها.
إذا تأملت منهم في عاقلٍ لبثت كماء في غربال تشققَ، ألا ليت لنا برجال من قديم الزمان يعودون لنا بأفعال لم يقدر رجال هذا الزمان على إيقاعها، أصبحنا نعيش في مُرّ الزمان، بدعوى أننا في الحداثة نستأنس ، وكانوا في ذلك الزمان يعيشون برغد، يا ليت أننا في دنيا الأحلام نزورها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى