راجع راجع يتعمر.. راجع لبنان, راجع ينهض اقوى و اصلب لبنان بالهمة و النخوة و الوطنية المشرقية اللبنانية
م. محمود” محمد خير” عبيد
ان تكتب عن مأساة كبيرة حلت بك فانك تكتب عن وجعك و هذا هو حالنا ابناء المشرق الأحرار من ابناء هذه الأرض الطيبة ابناء الكنعانيين و البيزنطيين و الفنيقيين عندما نكتب عن شريان المشرق و قلبه النابض بالثقافة و العلم و الفكرو الحرية الذي هز و اقلق مضاجع الجهلة و الظالمين و الحاقدين و الطامعين بان يكون لديهم حضارة و تاريخ و فكر و ثقافة كثقافة ابناء المشرق و هم من استئجروا الصبية من اجل تفكيك منظومة العلم و الثقافة و الحضارة و الفكر في ارجاء المشرق متناسين ان جذورها متاصلة في ارض المشرق منذ ان خلق الله هذه الأرض و جعلها قبلة لرسله و دياناته لا لشيء فقط لأنهم اصحاب فكر و استطاعوا ان يحتووا الرسالات السماوية و يؤمنوا بها و ما زالوا عكس بعض الحضارات التي ما زال و سيبقى الجهل متاصل بها حتى لو جلسوا على كنوز الذهب فالمال و السلطة لا يصنعون حضارة انما ما يصنع الحضارة هو العلم و الثقافة و الفكر.
ان ما حل في لبنان هو كارثة انسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى و من مضمون انفجار حاقد حول منارة الحضارة و العلم و الثقافة الى مدينة غاب نورها بين جثث المظلومين و جرحاهم ذنبهم الوحيد انهم حظوا بشرف انهم من ابناء المشرق و انهم لبنانيين فكانت ضريبة هذا الشرف بانهم اصبحوا مشروع شهداء , جرحى و منكوبين. ان المحنة التي المت بمنارة المشرق لبنان الجميع شارك في هتك و تدمير قبلة المشرق بدءا” ممن صنع القنبلة و من باعها و من صنع الطائرة التي استخدمت و من تعاون في تحديد الهدف و زعماء الفرقة الطائفية و الحزبية و اعوانهم فالجميع ايديهم ملطخة بالدم اللبناني الحر الكريم و جميعكم سوف يكون حسابكم عسير في السماء ان لم تحاسبوا على الآرض.
اعلم ان المحنة التي ألمت بلبنان قاسية و هي امتداد لمحن كثيرة استهدفت ارض النور و الحضارة منذ استقلالها المغشوش فلبنان استقل صوريا” و لكن بقي مستعمر لقوى كثيرة و دولية من خلال الأحزاب الموالية للأستعمار و زعامات هذه الأحزاب الذين ما انكفؤا يوما” بث الفرقة و التشرذم بين ابناء لبنان الأحرار و عن تدمير و نهب و سرقة لبنان بدءا” من الحرب الأهلية التي دمرت لبنان بايدي لبنانيين و باسلحة و اموال المستعمرين بحيث كل حزب كان ياخذ تمويله من اسياده المستعمرين الأقليميين و الدوليين و من دفع الثمن لبنا و من زهقت ارواحهم اللبنانيين الأبرياء, فكل زعيم حزب ولائه لدولة مستعمرة سواء اقليمية او دولية و يتعنى بذلك ببجاحة ليس لها مثيل و ينشد كل صباح النشيد الوطني الخاص بأسياده قبل ان يكون ولائه لوطنه الذي انجبه و جعل منه انسان و اسف لأطلاقي على الخونة من زعامات الأستعمار مصطلح انسان فهم ابعد ما يكونون عن الأنسانية فمن يخون وطنه و شعبه الشيطان يتبرأ منه لأنه تفوق على الشيطان و كل زعيم يحمل اضافة الى ولائه الى اسياده جواز سفر من الدولة المستعمرة لوطنه حتى يتمكن من الهرب عندما تدق ساعة الصفر و بعد ان يكون قد نهب مقدرات لبنان و قام بتنفيذ الأجندة المطلوبة منه من نهب و تخريب و تدمير للمنظومة الأجتماعية و الأقتصادية و السياسية و الحضارية. ان ما يدمي القلب ان لبنان يتم تدميره بايدي ابنائه الطيبين, المثقفين, المتعلمين نتيجة العصبية و الطائفية الكاذبة التي ارضعوها لهم الزعامات الكاذبة لهذا الوطن الطيب و التي صنعتها زعامات هذا الوطن الحر الأبي على مر التاريخ تناسى ابناء لبنان الطيب ان الله منحهم جنة من جناته على الأرض اسمها وطن و وطن اسمه لبنان قلب مشرق الحضارة و الثقافة و شريانه و من المفترض ان يحافظوا على هذه الجنة قبل ان يفقدوها و قبل ان يسألهم الله يوم يلقوه ماذا فعلتم بالجنة التي اورثتكم اياها و اكرمتكم بها على الأرض هل تكون اجابتكم اننا اتبعنا قومك الفاسدين يا الله من زعامات قاموا على تدمير الجنة بفسادهم و طغيانهم و عصبيتهم و عمالتهم كما عملوا على بث الفرقة و تعزيز الطائفية و القبلية و الحزبية, هل اجابتكم اننا انتصرنا لطائفتنا و عصبيتنا قبل ان ننتصر لأرادتك يا الله و الأيمان بك و عبادتك و انت من ناديت في كتبك السماوية بنبذ العصبية و الأرتقاء بالمحبة و السلام و التسامح فاين المحبة و السلام التي عملتم من اجلها ام استخدمتم اسمي لترقوا بطائفيتكم و عصبيتكم و فسادكم.
لبنان سوف ينهض قويا” و اقوى مما كان عليه قبل الأزمة و في كل مرة يثبت للعالم انها الأرض الطيبة التي تنبت الشعب العصي الذي يريد العيش ويحب الحياة, الشعب الحر صاحب الفكر و الثقافة و سوف ياتي اليوم الذي سوف يتحرر فيه من عصبيته و زعاماته الماجورة و جهلتهم و ستنفضهم ارض لبنان الطاهرة و ستنفض نجاستهم و خياناتهم للبنان و شعبه و ستشرق شمس الحضارة و الفكر و العطاء من جديد و سيعمر الشعب اللبناني الحر بفسيفساءه الطيبة الجميلة المكونة من المؤمنين بالله على الأرض بكافة طوائفهم و معتقداتهم ارض وطنهم بالمحبة و السلام و التسامح و قبول الأخر بعيدا” عن فرقة الأستعمار و صبيته من زعامات مزيفة و الدساتير و الأملاءات الهدامة و التي لا تخدم سوى الحاقدين على حضارة لبنان و شعبه.
على لبنان حتى ينهض و في رايي الشخصي المتواضع و انا لست سياسيا” و لكني وطني مشرقي و افتخر و اعتز بمشرقيتي فقلبي فلسطيني, شرياني سوري, هوائي لبناني ,عيناي اردنية و قبلتي عراقية. عليكم يا فخر ابناء المشرق ان تتحدوا من اجل انشاء مجلس حكم مدني لبناني ولائه لبناني فقط يقوم هذا المجلس على صياغة دستور مدني لبناني حر بعيدا” عن الطائفية , و عن دستور الأستعمار و اتفاق الطائف الذي يلبي اطماع و حقد من صاغه و يعمل على بث روح الفرقة بين اطياف الرحم الواحد و من ثم يتم اجراء انتخابات نيابية لبنانية لا يسمح بخوضها الا لآبناء الشعب اللبناني و الذين ولاءاتهم الوطنية لبنانية و لتاريخهم الوطني كلمة الفصل و من ثم يتم انتخاب رئيس وطني للبنان و ان المسؤول عن حماية لبنان و حدود لبنان جيش لبنان الوطني فقط و لا يسمح باي تجاوزات تحت اي مسمى و تحت اي مبرر و لا يسمح باقتناء السلاح سوى للجيش الوطني و الأمن العام للحفاظ على الأمن و كل ما عدا ذلك يكون تجاوز للقانون و يحاسب باغلظ العقوبات. فالشعب اللبناني ليس قربان لزعامات الأستعمار ليتم التضحية به من اجل اجندات اقليمية كاذبة.
حفظ الله لبنان وشعبه والرحمة والغفران لمن سقطوا في هذا الحادث الاليم والشفاء العاجل للمصابين و عوض الله من خسر جراء هذا العدوان الغاشم و البركان الأثم.
