“رائحة !!”
د. محمد شواقفة
بعد نقاش مطول مع خصمه العنيد و أخذ و رد و مد و جزر , تم الاتفاق على كثير من النقاط العالقة و التي كانت تبدو عصية على الحل ، إقترب منه و همس في أذنه , أرجو أن تزور الطبيب قبل اجتماعنا القادم ليفحصك فرائحة فمك فعلا لا تطاق !!
سأل صديقه المقرب منه جدا : هل حقا لفمي رائحة كريهة و لماذا لم تخبرني من قبل؟! , أجابه صديقه بأنه إعتاد على كل ذلك و لزمان طويل و لا يجد ذلك عيبا أو مثلبة ذات قيمة, و زاد بأنه كان يعتقد أنه يعرف بذلك و لكنه لا يرغب بفعل أي شئ حيال الأمر !! فسكت و تحمل لكي لا يزعجه !!
راح ينفخ في راحتيه , محاولا استنشاق زفيره ليتأكد من أن الامر فعلا حقيقة و لكنه لا يتوصل لأي نتيجة!!. لا بد أنه لهذا السبب لم يك يرغب أحد في صفه من الجلوس إلى جواره, و لا شك بأن ذلك ايضا يفسر تجنب الناس الاقتراب منه و الجلوس إليه لفترات طويلة.
لكن لماذا لم يخبره أحد من قبل , هل ان خصمه يستطيع ان يبلغه حقيقة الامر بسهولة اكثر من المقربين اليه؟!. لن يغير ذلك من فداحة الامر شيئا .
أخبره رفيقه الدائم بأنه أعتقد لوهلة أن هذا أمر طبيعي عند كل الناس محاولا التخفيف عليه، و راح يسوق له التفسيرات و المبررات، لربما ان هذه الرائحة بسبب التدخين أو لربما شرب القهوة أو التهابات في اللثة, لم يك السبب فعلا مهما بالنسبة له و لكن السؤال الاهم: لماذا لم يخبره أحد من قبل ؟!!
يا لهذه المرآة اللعينة لا تكشف الرائحة ، و يا لهذه الأنفاس النتنة لا تعلن عن ذاتها الا بابعاد الناس من حوله !
سأل صديقه المقرب جدا ، هل رائحة فمي فعلا كريهة ، أجابه بكل برود : بالطبع لا ، و لكن فقط عندما تفتح فمك و تتكلم؟!!
” دبوس عالريحة “