رئيس بلدية الكرك يكتب: طارق البستنجي.. يا وجع الظالمين والمظلومين!

#سواليف

#طارق_البستنجي.. يا #وجع_الظالمين و #المظلومين!

كتب المهندس #محمد_عبدالحميد_المعايطة #رئيس_بلدية_الكرك الكبرى :

طارق فقدٌ كبير لزوجه واولاده وأهله وزملاءه وأصدقاءه وطلابه ولجماعة الاخوان المسلمين ولمنشية ابو حمور والكرك والوطن والأمة، مُعلّم لا يكاد راتبه يكفيه لآخر الشهر، ومع ذلك تجده في أول الصفوف مدافعاً عن نقابة المعلمين، مدافعاً عن حقنا كأردنيين في الحرية والكرامة ولقمة العيش، وأن نكون شركاء حقيقيين في صناعة مستقبلنا، بأن يكون لدينا نقابات وبلديات ومجالس نيابية وأعيان وحكومات تمثل إرادتنا كأردنيين ولا تمثل مؤسسات لا نعلم من يتحكم بها وبقرارها، مدافعاً عن فلسطين، مدافعاً عن ابناء الأمة أينما كان وجودهم.

طارق في حياته كان وجع للظالمين المسرفين، أوجعهم بصبره وصموده وعنفوانه ورفضه كل عروضهم المغرية بأن يصبح رئيس قسم ومدير ومستشار، طردوه من وظيفته ولم يركع، وأُجبروا على إعادته وبدأ مسلسل التنقلات الذي لم ينتهي، ولم يفكروا للحظة بأنه مهما كانت سطوتهم وجبروتهم ومكرهم فإن هناك خير الماكرين، نقله خير الماكرين أجمل نقلة، نقلة يتمناها كل المؤمنين من على جبل عرفة، فالحج عرفة، لم يمهله المولى بل نقله إلى عالم الذين استقاموا، وأي نقلة كانت في وجه الظالمين المسرفين، إنها نقلة حسن الختام، فكلّ من على وجه البسيطة يرجو من المولى حسن الختام، فأي وجع وأي صفعة نزلت على رؤوس الظالمين المسرفين، أوجعهم في حياته وأوجعهم في مماته، رأيت بعضهم هذا العيد وهم يشيحون ببصرهم عن الناس من الخزي والعار الذي لحقهم.

طارق.. وجع المظلومين، فلا يشعر مع المظلوم إلا المظلومين، والمظلومون من هذه المؤسسة كثر في وطني وأنا أحدهم، وأعرف وأشعر مع وجع طارق، أدواتها في التعذيب بعضها ظاهر للناس ولكن المؤلم هو المخفي، فهي لا تستخدم كاتم الصوت ولا المنشار بل أقل عذاباتها المخفية هو قطع الأرزاق، وكما يقال قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق، لا يتورع الظالمين عن استخدام اي أسلوب قذر لمحاصرة المجاهدين والمناضلين والمطالبين بحقوق الإنسان، أساليبهم رخيصة ومتعددة، نفسية ومعنوية وجسدية ومادية، ولا يتورعوا أن يرموا الناس بظلم، وان يحيطوا المظلومين بمكائد ودسائس يعجز عنها الخيال.

عزاؤنا في طارق بأن مسيرته مصدر فخر لعائلته وزملائه ولجميع من عرفه، صموده وجهاده في وجه الظالمين المسرفين سيبقى نبراساً لكل المناضلين، نقلته الأخيرة من على جبل عرفة، نقلة حسن الختام، فيها عزاءٌ كبير لجميع محبيه، ولعلها تكون درسا وعبرة للظالمين المسرفين أن يتوقفوا عن ظلم الناس.

رحم الله طارق وأسكنه فسيح جناته.

تجرأت على قول هذا وأنا أتذكر قول المولى عز وجل “وَأَنَّ مَرَدَّنَآ إِلَى ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ هُمۡ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ * فَسَتَذۡكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِيٓ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى