
المهندس: #عبد_الكريم_أبوزنيمة
كانت هناك قصة روسية تحكي عن حدوث عدة سرقات في إحدى المقاطعات، وكان من ضمن المسروقات معطفاً ثميناً لتاجرٍ مشهور له فضل على كثيرٍ من المسؤولين، أي أنه كان ينفق عليهم لقاء تقديمهم خدمات له ومقابل غض الطرف عن تجاوزاته، لذلك أسرع مأمور الشرطة المحلي بإجراءات إحضار كلب مُدرَب ومعروف بمهارته في تقفي الأثر، إذ أنَّ هذا الكلب وبفضل تدريبه المُكثف قد اكتسب حاسة شم قوية، حيث صار يشتم رائحة اللصوص ويتعرف عليهم إن تواجدوا بنفس المكان من خلال إفرازات أجسادهم.
في تلك المقاطعة كان كبار المسؤولين يعيشون في مجمع سكني فاخر مجاورين لبعضهم البعض، ولشدة حرصهم على التقرب من ذلك التاجر والتودد إليه حضروا جميعاً للتعرف على اللص الذي تجرأ على سرقته والكل يرعد ويزبد بأنه سينزل أقصى العقاب به وبأسرته، وصل كلب الأثر مع مدربه للموقع، وهنا بدأ المدرب بالشرح للحضور عن خصوصية عمل الكلب قائلاً: اسمعوني جيداً؛ بمجرد أن يتعرف الكلب على اللص فإنه أوًلاً سيعض على ملابسه ويجرّه إلى مكان وجود المسروقات، وإذا حاول اللص مقاومته فإنه يضغط بأنيابه على جسم اللص أكثر، وكلما زادت مقاومة اللص أكثر كلما زاد الكلب من إطباق فكيه على جسد اللص! بعد أن أنهى المدرب شرحه للحضور طلب من التاجر التقدم للكلب ليشتم رائحة ملابسه! وما إن شم الكلب رائحة الملابس حتى نظر إلى الحضور وانطلق فوراً لمسؤول الضرائب المتواجد بين الحضور وبدأ يجره نحو سكنه والجمهور يسير خلفهم، سار الكلب جاراً معه اللص حتى وصلوا منزله وهناك وجدوا المعطف، هنا تعالت صيحات الاستنكار والتهديد من قبل بقية المسؤولين! وفي هذه اللحظة انطلق الكلب ليمسك بيد مدير الشرطة وبدأ بجره باتجاه منزله، وهناك كانت المفاجأة! حيث عثروا على مسروقات كانت الشرطة قد فقدتها سابقاً! ثم انطلق الكلب فورًا ليعض على يد حاكم المقاطعة وبدأ بجره أيضاً باتجاه منزله وفي هذه اللحظة بدأ المسؤولين بالتسلل كُلٌ في اتجاه للهرب من المكان، وهناك في منزل الحاكم وجدوا معظم مسروقات أهل المقاطعة!
مع بزوغ فجر اليوم التالي فوجئ أهالي المقاطعة بما تبقى من مسروقاتهم وقد وضعت على مدخل البلدية!
ما أحوجنا اليوم لمثل هذا الكلب ليتجول قليلاً في شوارع عمان الغربية! ما أحوجنا لمثله أمام معظم الدوائر والوزارات والمؤسسات، ما أحوجنا لأن نجمع كبار المسؤولين في ساحة عامة ليشاهدوا هذا الكلب وليتعرف على الأغلبية منهم !
