ذوبان الإجماعات العشائرية هل يُصعد الكتل المهنية نحو مجلس النواب القادم..؟

ذوبان الإجماعات العشائرية هل يُصعد الكتل المهنية نحو مجلس النواب القادم..؟
ا.د حسين محادين*

(1)
صحيح أن موعد الانتخابات النيابية المعلن قريب جدا،ولكن التحدي الحقيقي والمضاف اليوم ، يكمن في نوعية وجدية وانسيابية القاطرة التي ستوصل الفائزين من المرشحين والمرشحات حسب القانون الحالي الى “ملتقى العبدلي النيابي” في ظل المعطيات الاردنية الفريدة الاتية؛-
ا- ضعف امكانية اجماع معظم العشائر الأردنية الكبيرة كمظلة تقليدية بتنوع مسمياتها الفرعية على مرشح/ة واحد،بدليل كثرة اعداد المترشحين للآن من كل عشيرة وكلهم متعلمون ومقتدرون ماليا، ومقدمي خدمات على اسس مهنية اطباء،محامون، مهندسون ، دكاترة جامعات، رجال اعمال، مدراء شركات ، ضباط متقاعدون ،نساء متمكنات وناشطات في العمل التنموي /الاعلامي والسياسي العام غالبا، وبالتالي فهؤلاء من الجنسين مقبولون جماهيريا بصورة نسبية او هكذا يعتقدون لدى الاخرين من خارج عشائرهم، ويعولون غالبا على وعي وجدية ما اسميه مجازاً هنا ب “الصوت الطيار” وهم ايضا اقرب الى سن الشباب نسبيا مقارنة بالشيّاب الذي كُرسوا تاريخيا للترشح والفوز في المجالس السابقة على اسس عشائرية ووراثية متكررة عبر عقود ، وهذا الواقع الجديد بحكم معايشتي العلمية واليومية له راصدا ومحلل ، أنما يؤشر وبعمق في اجتهادي كمتخصص في علم الاجتماع، بأن مجتمعنا الاردني يعيش تحولا عميقا ومتدرجا آخذ في التأثير على الادوار التاريخية للعشائر في الانتخابات النيابية المُقبلة، وعلى أسس جديدة في الاختيار، او هي ترجمة عملية للرغبات الذاتية للمترشحين ايضا في اتخاذ هذا القرار بغض النظرر عن النتائج النهائية فوزا ام خسارة في الانتخابات، اقول يبدو اننا امام نوعية جديدة وواعدة من المرشحين/ات الذين افترقوا فكرا ،جرأة وترشحا عن مِظلة عشائرهم باتخاذهم هذا الموقف الريادي توقيتا واصرار، وما يجري في محافظة الكرك الفاعلة في المشهد الوطني سياسيا وحزبيا ونيابياً عبر الاجيال انموذجا لهذا الافتراق بين سطوة العشيرة ،والتمرد الضمني لهؤلاء المرشحين/ات على ضرورة او حتى متطلب اجماع ومباركة عشائرهم لهم في الترشح للنيابية الذي كان وما زال سائدا ولو بصورة اضعف،باستثناء العشائر الكبيرة التي تُجري انتخابات داخلية وتُجمع على مرشح واحد من افرادها خصوصا في شمال مملكتنا الحبيبة.
(2)
– استطيع الجزم بأن مغادرة جُل المرشحين الحاليين للإجماعات، والمباركات العشائرية التقليدية كمتطلب تأريخي سابق لترشحهم، انما يشير الى توجه هؤلاء
المرشحين/ات المتمردين كرواد فكر وممارسة عملية على السائد العشائري تاريخيا، اقصد توجههم نحو تشكيل كتل مهنية ومفتوحة التحالفات، وعابرة لمحتوى واصوات العشيرة بكل مسمياتها الفرعية، بدليل ان ما يتداول وبقوة هذه الايام في الكرك للتخفيف من دكتاتورية الجموع العشائرية هو كُتل انتخابية مهنية مثل:-
– كتلة نسائية بالكامل.
-كتلة متقاعدين عسكرين.
-كتلة العشائر.
-كتلة حراكيين.
-كتلة للحزبيين.
واللافت هنا هو انني لم اسمع للآن عن كتلة للمعلمين او الحزبيين..وهذا استيضاح مفتوح على الحوار والتحليل معا.
اخيرا ؛ هل ستنجح مثل هذه الكتل الواعدة في خلخللة الصمود التاريخي العشائري كتنظيم اجتماعي سياسي، ونشهد ذوبانا متسارعاً له في هذه واقع و نتائج الانتخابات المقبلة، وماذا عن اي احتمالية لحضور حقيقي لكل الاحزاب والنقابات كمؤسسات سياسية واقتصادية تاريخية في تركيبة مجلس النواب القادم..سؤال مفتوح على الوجع والتعجب في مجتمع اردني شاب ويتمتع بدرجة عالية من نسب التعليم والتجاذب بين ما هو عشائري وشبه مديني…؟.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى