الرجل الذي عضّه الكلب

الرجل الذي عضّه الكلب / يوسف غيشان

ذكرت تقارير إخبارية ان مواطنا بريطانيا قام ببث لقطات انتحاره على الانترنت بثا حيا عن طريق كاميرا مرافقة تبث مباشرة. وقد علمت الشرطة بالعملية من أحد متابعي الانترنت، حيث أسرعت إلى مكان الحادث وعثرت على جثة المواطن (42) عاما، وقد أكمل مقتضيات انتحاره.
هذا الخبر تناقلته وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمشمومة، على أساس انه (نهفة) ويندرج فعليا تحت بنود نظرية الإنسان الذي يعض كلبا، المعروفة في مجال الإعلام التشويقي.
لكني اعتقد انه خبر عادي و»بايخ»، وكان على وسائل الإعلام العربية ان لا تتبناه؛ لأنها تدرك أكثر من غيرها درجة عاديته المفرطة.
طبعا فقد انتحرنا كشعب وشعوب وأمة عدة مرات، وأمام كاميرات التلفزيون العالمية، ومع ذلك لم يسجل العالم ذلك الانتحار المتكرر سوى على انه مجرد خبر عادي يندرج تحت شعار (الرجل الذي عضه الكلب)، انه انحياز واضح ضدنا:
لأننا استسلمنا لرغبات الأعداء مجانا و(لوجه الله)!.
لأننا يتّمنا أطفالنا ورملنا نساءنا!.
راياتنا التي نفذت الجريمة!.
من دم الأشقاء والأخوة!.
هكذا مهدنا لصفقة القرن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى