ذبابة راشدة
د. عبدالله البركات
كثيرة هي مظاهر ضعف التعابير اللغويةعند كثير من المثقفين. فمن الخطأ في استعمال التعبير الى استعمال التعبير الخطأ. وهذان نوعان مختلفان من الاخطاء. ففي الاول يكون الاستعمال صحيحاً لو لم يقع فيه خطأ من اضافة او حذف مثل قول البعض يحث التراب بدل يحثو التراب وأوغل في الدماء بدلا ولغ في الدماء. واما في النوع الثاني فيكون التعبير غير مناسب اصلاً كمن يقول جاء سائر المدعوين بدل جميع المدعوين . وقد اعطيت عدة امثلة على كلا النوعين في منشور سابق.
ما لفت نظري اليوم تصريح احدى المختصات في الطب الشرعي في بلد عربي عند الحديث عن مراحل نمو الحشرات في جثث الموتى واستعمال ذلك في تحديد زمن الوفاة وظروفها. فقد ذكرت المراحل من البيضةالى اليرقة الى الحشرة الكاملة الى الحشرة البالغة. الطريف انها سمت الحشرة البالغة الحشرة الراشدة.
ولكن الاطرف ان المختصة قالت انه تم الاستعانة بحشرة ما في جثة نُقلت على انها حادث سير فتبين من مراحل تطور الحشرات في جسم الضحية انها جريمة قتل. فقد احتاج تطور الحشرات في جسم الضحية الى وقت اكثر من الوقت الذي مضى على حادث الدهس المزعوم.
ليس هناك جريمة كاملة. وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين. ومن لم ينل جزاءه في الدنيا فلن يفلت من عذاب الله في الاخرة.
وأخيرا يا لها من حشرة راشدة كشفت جريمة بشعة!!!!