ذاكرة مدينة إربد المسرحية والفنية استحضار تجربة عبد الرحيم غنام

#سواليف

كتب .. د. #محمود_عيسى_موسى
إذا كان شاعر (جدارا) ( #ميلياغروس_الجداري) أهم شعراء عصره في القرن الميلادي الأول.
وإذا كان الشعراء الذي جاءوا من بعده، (أريبوس) و(أبسيندس الجداري) و
(مينييوس الجداري) والأديب (ثيودوروس الجداري) قد أبدعوا أشعارهم وأدبهم فوق المدرجات والمسارح الحجرية والساحات.
وإذا كانت ( #جدارا) #أم_قيس مركزًا للثقافة والفن و #الحضارة على مرّ التاريخ، كذلك الحال مع المدرجات والمسارح في #جرش وفيلادلفيا (عمان) والبتراء وغيرها علينا أن ندرك العمق الحضاري الفني والثقافي والمسرحي في هذه الأرض.
في جدارا المسرح الشمالي وهو مسرح كبير قطره الخارجي 85 مترًا والداخلي 49 مترًا بني في القرن الميلادي الأول والمسرح الغربي قطره 58 مترًا.
كان الناس يستمتعون ويتسبحون بالمياه الكبريتية حول المدينة ويصعدون إلى مرتفعاتها لممارسة النشاطات المسرحية الترفيهية. فهذه المدرجات (المسارح الرومانية) التي قدّت من الحجارة في جدارا وبيت رأس وجرش وعمان #مدن_الديكابوليس وفي البتراء النبطية، #المسارح العريقة في بنيتها التحتية والهندسية الجمالية الآخاذة لم يتم تشييدها بأشكالها ابداعية وطراز معماري يبقى خالدًا على مدى الدهور ما لم يكن هناك حركة ابداعية أدبية ومسرحية عراقتها فنيًا وثقافيًا هناك صلة وثيقة بفن المسرح تدل عليه الشواهد المادية التاريخية المنتشرة من شمال الأردن حتى جنوبه.

  • نعم. هناك قطع حضاري.
  • نعم. هناك كارثة الزلزال الذي ضرب في العام 1927م.
  • نعم. لم يتم الانتباه لهذه الشواهد الحضارية التراثية إلا بعد عام 1980 ميلادي بإقامة مهرجان في جرش وآخر في البتراء.
    المسرح آخر المواليد التي تحبل بها الحضارات وهو أغرّها وأغلاها بين أشقائه من الفنون الإبداعية الأخرى.
    وتشير أزمنة ظهور المسرح القديم كفن مكتمل في ابداعات الأمم إلى أرقى مراحل تطور هذه الحضارة أو تلك.
    انتقلت عدوى المسرح من مصر إلى سوريا ولبنان إلى فلسطين والأردن وسجلت بشكل مبكر جهود المسرح المكشوف في الريف الأردني والمدينة أولى المحاولات الجادة لاقتحام عالم المسرح. لعب مسيحيو (مأدبا) دورًا في الحركة الثقافية والأدبية والفنية.
    بعد عام 1921 اقتصر الأمر على بعض الظواهر المسرحية كالألعاب الشعبية التي ترتبط بعض المحاكاة مثل صندوق العجب (تعال اتفرّج بإسلام على عجائب الزمان) والقصاصين الجوالين والحكايات الشعبية الذين كانوا يجوبون بلاد الشام ويعرضون فنونهم وقصصهم، السير والملاحم كحكايات (أبو زيد الهلالي والظاهر بيبرس وعنترة بن شداد في الساحات وخاصة ساحة الأفراح في اربد كذلك جماعات (النّور) الذين شكلوا ظاهرة مسرحية في الأردن من خلال الرقص والغناء على الحبال والحركات الهلوانية وملاعبه القردة.
    عام 1920 قدمت جمعية الناشئة الكاثوليك العربية التي أنشأها الأب أنطون الحيحي القادم من القدس مسرحية (ملك وشيطان) تأليف عباس علام وإخراجه، شارك فيها العلامة الأردني روكس العزيزي ومسرحية (الجهلاء المدّعون بالعلم) في تلك الفترة عرضت أول مسرحية تمثل المسرح الاحترافي وهي مسرحية (سهرات عرب) من تأليف وإخراج عثمان قاسم أحد زعماء الاستقلاليين طرح فيها مشروعية مقاومة الاستعمار الفرنسي لسوريا ووحدة الأحرار العرب؛ شارك في التمثيل الشاعر العربي مصطفى وهبي التل (عرار) الذي كان له بصمته المهمة.
    في 1918 كتب محمد بطاح المحيسن أول خريج أردني من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1908 مسرحية عبد الكريم الخطابي الشعرية عن البطل الجزائري وأخرجها وهي أول مسرحية تعرض في مدارس اربد ضمن المسرح المدرسي.
    في 1931 قام مجموعة من الشباب العربي بتمثيل مسرحية فؤاد الخطيب اللبناني الشعرية ومنهم سليمان النابلسي وإخراج حمد الفرحان وعرضت في دير اللاتين في الحصن وإربد وعمان والكرك. في 1943 أخرج حمد الفرحان مسرحية صلاح الدين تأليف نجيب حداد تمثيل سليمان النابلسي.
    في 1944 أخرج مسرحية (الوطن) تأليف عبد الوهاب أبو السعود.
    في 1946 أخرج مسرحية أمير الشعراء أحمد شوقي (أمير الأندلس).
    في 1947 أخرج مسرحية (المجنون) ليوسف وهبي.
    لعبت النوادي الثقافية في مدينة #اربد دورًا بارزًا في التوعية والتثقيف والعمل على مقاومة الاستعمار فكانت تقيم الندوات والمحاضرات للقادة والسياسيين والأدباء والكتاب المفكرين في قاعة مدرسة اربد الثانوية ودار سينما الزهراء من أمثال وصفي التل وسليمان النابلسي وشفيق ارشيدات وفواز أبو الغنم ومنيف الرزاز وعبد الله الريماوي وعبد الرحمن شقير وحمد الفرحان وعبد الرحمن باغي ويعقوب زيادين وغيرهم.
    من هذه النوادي نادي التمثيل والموسيقى (نادي الفن والموسيقى عام 1945) والذي أصبح اسمه النادي العربي كان قصره مقابل سينما الزهراء وكان من ضمن الممثلين صلاح أبو زيد جوزيف نصراوي، جوزيف عكاوي، فؤاد عكاوي، سهيل رحال، الفرد سماوي، وميشيل سماوي، خليل الجباصني، باسم سماوي ونادي الشعلة الذي ضم الدكتور أحمد الطوالبة، كامل ملكاوي وإبراهيم الرفاعي وفخري السكران ومحمد هزاع الحتاملة والصيدلاني جميل سعدون.
    النادي الثقافي الذي بعده في مدينة اربد حزب البعث ومركز شباب الحسين الفني شهدت اربد عروضًا مسرحية منذ وقت مبكر، ففي عام 1920 عرضت مسرحية ” سهرت العرب” تأليف عثمان قاسم شارك فيها شفيق الصفدي، جميل شاكر، عبد اللطيف شاكر ومصطفى وهبي التل وسامح حجازي ومحمد محي الدين اللحام.
    في العام 1946 عرض نادي التمثيل والموسيقى مسرحية (الشموع المحترقة تأليف نصري الجوزي شارك فيها أنطون عكاوي وصلاح أبو زيد ومأمون أبو غنيمة وخالد خريس وباسم سماوي وجوزيف عكاوي وقدري التل.
    في العام 1948 عرضت مسرحية (الضحية) تأليف صلاح أبو زيد وإخراجه شارك فيها خالد خريس، خليل الجباهيني، باسم سماوي وعدنان أبو غنيمة.
    في العام 1947 عرض فرقة كشافة اليرموك مسرحية (ضرار بن الأزور).
    في العام 1951 عرض النادي العربي مسرحيتي (مفتاح النجاح( لتوفيق الحكيم و)حلاق اشبيلية( ترجمة زكي طليمات.
    في 1955 عرضت مسرحية (وفاء العرب) في عمارة محمود جمعة تأليف جميل البحيري.
    في الستينات عرض النادي العربي عدة مسرحيات، طبيب بن الأرياف، مصانع الرجال، بلدنا والصيف، أيام أبي النواس، عودة المهابيل الثلاثة.
    لعب مركز الشباب الاجتماعي في مخيم اربد دورًا بارزًا في تنشيط الحركة المسرحية في اربد باهتمام كبير من مديره آنذاك محمد ذيب خير الدين (أبو وضاح) بالاعتماد على مجموعة من المواهب الشابة التواقة للإبداع نذكر منهم زيناتي قدسية، إبراهيم الكردي، شعبان آغا، عبد الرحيم غنام، خليل مصطفى، حسن درويش وغيرهم وقد قدموا عدة عروض مسرحية، منها:الشاويش عوكل، فن الشحدة، اقتلوا ولدي، من القاتل، أبناء فلسطين، متى تضاء الشموع، كلنا فدائيون، ليلة غضب، بدون ظلال، الشرارة، نجوم الظهر. تأليف علي حسين خلف والإخراج جماعي.
    1960- 1967 قدم المركز ثماني مسرحيات (نداء الجزائر، فداك فلسطين).
    في غياب المسارح الحقيقة المجهزة بالإضاءة والتقنيات المسرحية ساهمت القاعات في المدارس والنوادي والسينما بتغطية هذا النقص.
    مسرح مدرسة الصناعة.
    مسرح مدرسة ثانوية اربد.
    مسرح مركز الشباب الاجتماعي / مخيم اربد (نادي الجليل).
    مسرح النادي العربي الرياضي.
    مسرح نادي الحسين الرياضي.
    مسرح سينما الزهراء.
    مسرح سينما سمير (الفردوس).
    الكاتب الصحفي والإعلامي المولود عام 1946
    بدأ الفنان عبد الرحيم غنام (أبو نضال) مشواره في مجال النشاطات الثقافية والفنية في مرحلة الدراسة الإعدادية في مدرسة أحمد بن بله التابعة لوكالة الغوث في مخيم اربد وكانت الانطلاقة الأولى في فرقة الأناشيد الوطنية التي أسسها معلموه عدنان أسعد ومحمود ست أبوها وعبد الحميد ومدير المدرسة الخطيب اقترح عبد الرحيم غنام على أستاذه (ست أبوها) تقديم نشيد الشاعر عبد الرحيم محمود (سأحمل روحي على راحتي وألقي بها في مهاوي الردى وقصيدة للشاعر محمد يونس القاضي)
    (بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي )
    وقصيدة الشاعر الوطني الجزائري
    قسمًا بالنازلات الماحقات والدماء الزاكيات الطاهرات
    وعقدنا الفرح أن تحب الجزائر فاشهدوا.
    انتقل بعد المرحلة الإعدادية إلى المدارس الحكومية في اربد، انتظم وعدد من زملائه الشباب الاجتماعي في المخيم وتولى بعض النشاطات الثقافية والفنية وتسلم اللجنة الثقافية في المركز.
    وبحكم علاقاته مع أبناء مخيم اربد أشرف على تأسيس فرقة مسرحية من هواة المسرح وأطلق عليها اسم (فرقة الجيل الصاعد للتمثيل المسرحي) والإنشاد الوطني وقد ضمت مجموعة من طلاب المدرسة الثانوية ومدرسة حسن كامل الصباح ومدرسة سعد بن أبي وقاص بالإضافة إلى عدد من هواة المسرح في اربد وبلغ عدد أعضاء الفرقة ثلاثين عضوًا.
    تم اختيار نصوص ممن يكتبون المسرح وأجريت البروفات وقدمت من بينها تمثيلية (الشاويش عوكل) تأليف وإخراج عبد الرحيم غنام شارك في تمثيلها زيناتي قدسية، محمد علي عثمان، شريف أبو الليل، إبراهيم الكردي، أدى عبد الرحيم غنام دور الشاويش عوكل، الذي اشتهر بهذه الشخصية حتى أن معظم من شاهدوها راحوا ينادونه بالشاويش عوكل ثم قدمت فرقة الجبل الصاعد مسرحية (العودة إلى السلاح) شارك في كتابتها. محمد محمود وإبراهيم الكردي بإشراف عبد الرحيم غنام وبالتعاون مع محمد دسوقي كنعان في الإخراج وشارك فيها عددٌ كبير من مؤسسي مركز الشباب الاجتماعي، حسين عبد السلام، موسى المدردس، أحمد باشا، محمد يوسف أبو الهيجاء، رشيد منصور ، خليل مصطفى، أحمد عرسان غنام، محمود عودة الخالدي ومحمد كنعان وقد انضم في تلك الفترة إلى المركز (النادي) الأستاذ محمود البطاينة وشارك في العديد من الأنشطة الثقافية والفنية إلى جانب هواة التمثيل في اربد.
    فرقة اليرموك الكنسية بقيادة عبد الرحيم غنام ومحمود الخالدي ومفلح فياض ونواف قدسية وعبد الله الشمبور، لعبت دورًا بارزًا في الحركة الكشفية في المهرجان الكشفي الأردني الذي ضم الفرق الكشفية في الضفتين وقد حصدت الفرقة الجائزة الأولى.
    قدمت فرقة الجيل الصاعد (22) مسرحية ومن أهم عروضها عرض مسرحي هو أول مسرحي أردني يعرض على المسرح الجنوبي في جرش 1970م. عاد عبد الرحيم غنام من مصر بعد دراسته الإخراج المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية إلى الأردن، ولأنه لم يحظَ بفرصة عمل في مجال تخصصه عاد إلى سوريا ثم إلى لبنان حيث مارس التمثيل والإخراج المسرحي مع الفنان محمود سعيد ثم عمل بالكتابة السينمائية والتمثيل مع المخرج رفيق حجار، ثم التحق بقسم السينما والمسرح التابع للجبهة الديمقراطية وتسلم مسؤولية القسم.
    شارك مع المخرج رفيق حجار في عدد من الأعمال السينمائية أهمها (عملية معالوت) التي نفذها ثلاثة من أعضاء الجبهة الديمقراطية. شارك غنام بعدد من المهرجانات السينمائية الفلسطينية والعربية والعالمية.
    أسست منظمة التحرير الفلسطينية لجانا خاصة بالثقافة والفنون والإعلام وتم اختيار أصحاب الخبرة منهم قاسم حول وعبد الرحيم غنام وغيرهم بعد مغادرة الثورة الفلسطينية لبنان.
    انتقل غنام للعمل في جريدة الوطن الكويتية تم مسؤولاً لمكتب الجريدة في أثينا وعاد إلى الأردن للعمل في جريدة الدستور ثم انتقل إلى جريدة صوت الشعب الأردنية.
    تميز النشاط المسرحي بالروح الجماعية، إذ كان الهم الأكبر الاستفادة من الخبرات الجماعية المتنوعة عند النشطاء والموهوبين من كتاب وممثلين ومغنيين وموسيقيين وغيرهم، تقديم العروض المسرحية الهادفة والوطنية واللحاق بركب الحركة المسرحية العربية.
    لعل البداية الحقيقية للحركة المسرحية في الأردن مع عودة أول دارس متخصص بالمسرح هاني صنوبر في العام 1965 مؤسس أسرة المسرح الأردني، ثم في بداية 1972 عندما تخرج حاتم السيد من القاهرة وبعده مجموعة من الذين درسوا الإخراج والتمثيل منهم المخرج الكبير باسم دلقموني والمخرج غسان حداد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى