ذاكرة البطم والقلية
البطم والقلية لها في القلب حنين خاصة في قرى الفلاحين حين يشقع المزراب وتزداد لسعات البرد والناس تجتمع حول الكانون طلباً للدفء أو حول صوبة تأتي رائحة زكية تنبعث من المطبخ وهي رائحة قلية القمح والتي تخلط معها حبات البطم الشهية وتبدأ السهرة والتعاليل وقصص الماضي الجميل وتسمع صوت الهاون وهو يطحن حبات قمح القلية ليضاف لها السكر وهي تحلاية زمان وشجرة البطم والتي تزدان بها غابات عجلون وجرش وغرب اربد ومغاريب السلط وبعض مناطق الكرك والشوبك والطفيلة تراها على ضفاف الوديان والشعاب وفوق الجبال العالية وهي شجرة معمرة يبلغ طولها حوالي 10 أمتار وأوراقها متساقطة في فصل الخريف والشتاء وتبدأ في الظهور في فصل الربيع على شكل براعم ومن ثم ثمار صغيرة كروية ملونة ومنظرها جميل تتدلى على شكل عناقيد وهي طعام شهي للطيور وكذلك للأنسان و هي شجرة معمرة هي والزيتون وخشبها كان يستعمل في صناعة المحراث القديم وكثير من أدوات المطبخ وكذلك للتدفئة فهو يعطي رائحة جميلة عند الحرق وهي شجرة ظليلة في فصل الحر . وموسم البطم كان الناس ينتظرونه على آحر من الجمر كنوع من التسالي في ليالي الشتاء الباردة وكذلك يستعمل في عمل الدقة بأضافة القلية والقضامة بعد تحميص البطم وأرسالها للمطاحن المنتشرة بالريف الأردني وبعد ذلك يتم أضافة المنكهات من ملح وسماق عجلوني بلدي والسمسم المحمص وسمعت أن المناطق التي تكثر بها أشجار البطم يعملون خبز طيب من طحين البطم مع طحين القمح فيعطي طاقة وغذاء متكامل وبعض أشجار البطم لها ميزة بأن تفرز مادة صمغية بيضاء لها طعم المستكا
وتعتبر شجرة البطم أصلاً لشجرة الفستق (الحلبي)فيقوم الناس بإكثار أشجار الفستق الحلبي من خلال تطعيمها بشجرة البطم البرية