عقد فيس بوكي / علي الشريف

عقد فيس بوكي

ممتع جدا ما نراه من حراك تعاقدات بين الاندية واللاعبين وكاننا نشاهد المسلسل الكرتوني توم اند جيري … لكن الممتع اكثر هو ما نسمعه من بعض اللاعبين حول العروض التي تاتيهم.
تعالوا نتخيل فقط ونقول نتخيل حتى لا نتهم احد فمثلا ياتي اتصال للاعب .يساله الى اين وجهته المستقبلية فيجيب اللاعب انه تلقى اربعة عروض من اربعة اندية محلية ويدرسها وسيصلي استخارة للتحديد وعند انتهاء التعاقدات نراه في الدرجة الاولى .
لاعب اخر يقول تلقيت اكثر من عرض ولا اريد ان افصح عنها ولكنني بانتظار عقد خارجي وهو الاولوية القصوى والغريب في الامر ان احدهم يتحدث عن عقد فيس بوكي من احد الاندية وافق عليه باعجبني والغاه بتفاعل احزنني .
مشكلة بعض اللاعبين في بلادنا انهم يمارسون الوهم فاغلبهم يعلنون ان الفيصلي والوحدات تحديدا قد فاتحوهم ويدرسون العقود وعند التوقيع نراهم وقد اتجهوا الى نادي اخر
والاغرب في امرهم هي قصة العقد الخارجي الذي بات ينتظره كافة لاعبي الاندية الاردنية بلا استثناء وكان من يلعب في الدوري الاردني هم رونالدو ورفاقه وميسي وخشباته ونيمار وفريق الحلاقين .
في حقيقة الامر ان اللاعب يتابع مواقع التواصل الاجتماعي بشده وله متابعون كثر فاذا ما قال له احد المتابعون اتمناك في فريقي يعتقد لاعبنا انه تلقى عرضا وهذه حقيقة لمستها وقراتها وتابعتها فضحكت حتى تخيل لي اني سابلع كرة قدم حتى اسكت.
مشكلة اللاعب في بلادنا كما هي مشكلة الاندية يعتقدون ان الاحتراف هو فقط توقيع عقد دون تفكير بالتوابع و اصبحت النظرة الماديه تطغى على الفنية وبالتالي نصل الى ممارسة رياضة الماراثون من اجل المستحقات المتاخرة ومقدمات العقود .
والاندية التي تتسابق لارضاء جماهيرها بالتعاقد نراها في نهاية الموسم تان تحت مديونية كبيرة واتهامات اكثر فهي اولا عليها ان تتعاقد حيث اصبح التعاقد موضة وبرستيج ومن ثم عليهاان ترضي جمهوره فنبدا نسمع بالقنابل التي ستنفجر والوعود بالبطولات ولا نرى الا مديونية وضياع لاعبين وحقوق ومستحقات وافلاس صناديق.
صحيح ان اللاعب لديه الحق المشروع بتامين مستقبله المادي لكن الاصح .. ان الوهم بات يقتل لاعبينا وبشده وتخابيص الاندية باتت تقتل الاندية ولا ادل على ذلك الا عديد الشكاوي التي ترزخ بها لجنة اوضاع اللاعبين في الاتحاد وصناديق الاندية التي تيبست والشواهد كثيرة.
للامانه فان واقع اللاعب في بلادنا واقع مؤلم ومحزن فحين يقول انه تلقى عقد فيس بوكي فما علينا الا ان نقرا السلام عليه وندعو له بطول البقاء في الملاعب وطول انتظار العقد الخارجي الذي لم يعد ياتي الا بالاحلام السعيدة فقط.
اما انديتنا التي اهملت فئاتها العمرية واتبعت التعاقدات الغير مجدية فاغلبها يتعاقد وكل طموحه البقاء في الدوري او مركز متقدم على ابعد تقدير ونحن نسال الله لهم الثبات فالذي لا ينظر الى القمة لا يمكن له ان يصلها..
همسة في زمن الاحتراف الاردني” انتقل كريستيانو رونالدو من ريال مدريد الى جوفنتس بعقد قيمته 135 مليون دولار وخلال يومين باع يوفتونس قمصان تحمل الرقم 7 وهو رقم رونالدو بما قيمته 55 مليون دولار اي انهم استردوا ثلث قيمة صفقة الانتقال بيومين هذا جزء من الاستثمار فماذا عندنا
اعطوني ناديا اردنيا واحدا باع قميصا واحدا لاحد لاعبية او اعطوني لاعبا اردنيا واحدا تسابق الجمهور على شراء قميص يحمل اسمه ..لن نجد فانديتنا لا قصة لها الا التصدي للمؤامرات الكونية ولاعبينا …كلهم بدهم عقد خارجي اما الجمهور الاردني فهو مهتم برونالدو وميسي اكثر من كل الرياضة الاردنية …