دُوارنا الاعلامي في ظل الحرب الدائرة في الاقليم…تساؤلات للتفكر..

دُوارنا الاعلامي في ظل #الحرب_الدائرة في #الاقليم…تساؤلات للتفكر..
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
جُل”الخبراء” الذين تحدثوا عبر الفضائيات الاردنية والعربية ووسائل التواصل الاجتماعي عن الحرب الامريكية العولمية المُستعرة بين ايدلوجتا العالم الراسمالي الغربي وراس حربته العدو الاسرائيلي المحتل الذي بادر في الهجوم استكمالا لتوسع مشروع الشرق الاوسط الجديد…مُستهدفا ايران وحلفاؤها اقليميا وعالميا، هؤلاء المتحدثون قد اعادوا لنا مرارا وعبر “تحليلاتهم”الصاخبة اجترار معرفتنا المسبقة كمشاهدين ومسمتمعين بأن إسرائيل واميركا حليفتان في هذه الحرب الدامية. ثم أليس هذا مبعث على الدوار الذهني وتعميم للاجديد عبر فضائيات تفاعلية مباشرة مع الاحداث الكبرى “متنافسة” على الارتقاء بوعي المشاهد وبالتالي يفترض ان تكون منارات جاذبة لبث الوعي العلمي والمعرفي العميق من خلال كشفها عن مسامات وجذور ومآلات هذه المعركة الحضارية لدى المشاهدين .
فهل يمكن القول ان استمرار هذا القصور التوعوي لفضائيات محلية وعربية مشهورة هو هبوط بسمات وتاثير الخبراء الحقيقيون في وقت وشجرة حواس المتلقين..يا لهذا الدُوار الاعلامي؟.
(2)
اللافت لمتابع وسائل الاعلام المهني والحرفي المأمول تواجده في بلداننا العربية ؛ هو ان كثيرا من الجنرالات العسكريين -مع الاحترام لشخوصهم- واقصد المختصون الذين تمت استضافة عدد منهم عبر الفضائيات العربية على مدار ستة ايام للآن من المعارك المستمرة ؛ قد تمت مشاركتهم الاعلامية لهدف اساس هو تنوير المتلقين والمشاهدين في مضامين ومعارف جديدة من ؛ خلال الرصد والتحليل المهني من قِبلهم عن كل من:-
ـ ما هي البنية الجديدة لآفاق هذه المعارك الحديثة واقعا واستشرافات، من حيث كونها الاولى في اقليمنا عابرة للجغرافيا العربية، وهذه حالة فريدة تستلزم التنوير والشرح الواثق قِبلهم كعسكريين؛ أذ ليس بين ايران واسرائيل حدودا مشتركة ..؟.
ـ لماذا يمكن التأكيد بانها حرب جديدة بأفكارها”النووية” وتكنولوجياتها الريادية التي استُعمل بعضها للآن والاخر شروع على استعمال ..؟.
ـ هل هي حرب حديثة ومتطورة وبأدواتها التكنولوجية العسكرية والتدميرية ، وبمخزونها المعلوماتي الذي سبق لاندلاعها فعلا.. كيف ولماذا؟.
ـ كمتختصين في الحروب ، كيف تفسرون واقع ومضامين المباغتة/ الصدمة العسكرية الاسرائيلية لايران اضافة لدور نوعية وحجم الاختراقات الاستخبارية وخطورة التوطين العسكري الاسرائيلي لطبيعة نوعية ومديات الاسلحة المستخدمة، والحجوم المتوقع تواجدها لدى طرفي القتال الحالي.
اخيرا..هل يمكن استنتاج ما يلي:-
ـ ان جل العسكريين الذين ظهروا كمحللين عبر الفضائيات قد كانوا الاقرب الى المواقف السياسية والاعلامية لحكومات وبلدان تلك الفضائيات، الامر الذي حيّد خبراتهم تكيفا مع هذا الواقع الضاغط عليهم .
ـ انهم قد توسعوا في شروحاتهم عن تواريخ الحروب التاريخية والتقليدية؛ الخطط والاسلحة التكنولوجية البسيطة غير المعقدة والدقيقة مقارنة بما اتصفت به الحرب الحالية الامر الذي زاد من تشتت المتابع العربي العادي خصوصا من لا يتقون لغة اخرى غير العربية كي يتمكنوا من الاستماع الى التحليلات المهنية وغير المجاملة للخطابات الرسمية عندهم مقارنة بواقعنا الاعلامي الموزع بعدد مواقف والوان المواقف الرسمية الكامنة ازاء اطراف هذه المعركة المفتوحة للآن وفي قادم الايام على كل الاحتمالات اقليميا وعولميا.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى