ديما طايع لسواليف : ترك mbc كان قرارا صعبا و هوليوود لم تكن في ذهني

خاص بسواليف

 

أجرى الحوار : وليد خلف

 

مذيعة صحفية و منتجة , ديما طايع ابنة سوريا التي كٌتب عليها ان تعيش بعيدا عن بلدها الام منذ نشأتها و تسطر حروف نجاحها الاعلامي في كل مدينة ارتحلت لها من شرق هذا الكوكب حتى اقصى غربه بعيدا عن الارض التي احبتها قبل أن تحط اقدامها ارض هذا العالم .

 

من الكويت الى الامارات مرورا بمحطات مختلفة اوصلتها اليوم الى هوليوود في خطوة لم تكن على البال و لا على الخاطر فديما التي كانت تقدم فقراتها و تتابع عملها في mbc و عالم صباح الخير يا عرب الذي وجدته افضل خطوة بعيدة عن عالم المال و الاعمال و جدت نفسها تخطو بعيدا ايضا و لكن في عالم اوسع حيث وجدت نفسها بين مشاهير يستحوذون على اهتمام العالم باسره في خطوة جريئة جدا منها أكدت من خلالها ثقلها الاعلامي كيف لا و ديما تحمل معها خبرات و تجارب تجعلها من الافضل عربيا .

 

ديما فتحت قلبها لنا لتشاركنا حنينها الى بلادها و الى عائلتها الاعلامية و طموحها و رغبتها بالوصول الى ما هو ابعد مما وصلت إليه الان فكان لنا معها الحوار التالي ..

 

ديما لماذا اخترتي الاعلام تحديدا ؟ و هل حقا وجدتي ما كنتي تتخيلينه في هذا العالم قبل دخولك اليه ؟

منذ صغري لم أتخيل نفسي إلا صحفية أو إعلامية.. لطالما كنت أقف إما أمام المرآة أو على كرسي وأتخيل نفسي أتحدث أمام الكاميرا أو أخطب في الناس، ولدي ندب صغير في جبيني بسبب وقوعي من على كرسي عندما كنت في الثانية أو الثالثة من العمر. الأمر كان محسوماً بالنسبة لي.

أستطيع أن أقول إن صورتي للإعلام كانت رومانسية، كنت أتخيل نفسي دائماً في الميدان أتقصى الحقائق أو أقوم بإعداد أفلام وثائقية. دخولي المجال العملي، لم يغير الصورة لكن زادها واقعية ووضوحاً. الفرص المتوفرة والتي لم تكن تفوت، فرضت علي خطاً مختلفاً، لكنني وجدت فيه نفسي. بدايتي كانت في النشرة الاقتصادية في تلفزيون الراي في الكويت، فتحت عيني على مجال لم يكن لدي إلمام به، كنت أستمتع بإعداد ملفات القضايا التنموية والاقتصادية التي تمس المواطنين بشكل مباشر.

نقلتي الأولى كانت إلى شاشة العرب، إم بي سي، مع بداية برنامج صباح الخير يا عرب، البرنامج الاجتماعي الذي كان نبض الشارع العربي. كانت لدي فرصة من خلاله في طرح قضايا تهمنا جميعاً، كمعدة ومنتجة في البرنامج، وتقديم الفقرة الأسبوعية الغالية على قلبي، “ريادة”، والتي كانت تتحدث عن المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة وتسلط الضوء على قصص النجاح مع تقديم أفكار ونصائح للشباب.

نعم، وجدت ما كنت أتخيله، منبر وفرصة لإلقاء الضوء على قضايا الناس، وتقديم أفكار جديدة قد تغير من حياة البعض. وهذا دور سامي جداً للإعلام.

 

Image result for ‫ديما طايع‬‎

ارتبط اسمك كثيرا بصباح الخير يا عرب ، ماذا يعني لك هذا البرنامج تحديدا و ما سر نجاحه الكبير رغم وجود عدد كبير من البرامج ذات الطابع المشابه له ؟

عملت في صباح الخير يا عرب منذ تأسيسه، لأكثر من تسع سنوات.. فريق العمل كان عائلتي الثانية طوال هذه الفترة، وكان ينعكس على الشاشة مدى تقاربنا وتوافقنا. سر نجاحه بالإضافة إلى تنوعه وتقديمه للمعلومة مع التسلية، كان تفاني ومهنية جميع العاملين فيه، من الوجوه التي تطل على الشاشة إلى فريق الإعداد، إلى التقنيين والفنيين.. ضغط العمل الذي تفرضه طبيعة البرنامج اليومي، ذي الفقرات الكثيرة والسريعة، كان بالنسبة لنا تحدي يحفزنا . كما أن اتساع شبكة المراسلين في العديد من المدن العربية والعالمية جعل من صباح الخير يا عرب برنامجاً ينقل نبض الشارع العربي.

 

عشتِ معظم حياتك بعيدا عن سوريا و عملت كذلك في دول متعددة بعيدا عنها و لكن ماذا لو كان ديما منذ يومها الاول هناك هل كانت ستصل الى النجاح ذاته الذي وصلت اليه اليوم ؟

سؤال جميل.. أطرحه على نفسي أحياناً. في الكثير من الأحيان أتمنى لو عشت في سوريا أو على الأقل بدأت مسيرتي المهنية منها. وأتمنى أن تتاح لي فرصة العمل فيها في المستقبل. ربما لم أكن لأصل إلى الشريحة الواسعة من المشاهدين من كافة الدول العربية، إنما لنجاح من نوع مختلف ربما.
لكنني في النهاية سعيدة جداً بتجربتي، الحياة في مدن مختلفة، والعمل في مؤسسات على مستوى عالمي مع زملاء من جنسيات وخلفيات مختلفة وسع نظرتي وصقل مهاراتي وهذا أمر أنا فخورة به. وأنا على قناعة بأنه لكل مجتهد نصيب، أينما كان ومن أي منبر انطلق.

 

لعل mbc كانت البوابة الاهم في مسيرتك المهنية و لكن لماذا اخترتي الرحيل ؟ و هل كان بقاؤك سيوصلك لمكان ابعد في هذا الكيان الاعلامي الضخم ام انك كنتي مقيدة بقالب اعلامي معين ؟

مغادرة إم بي سي، كان قراراً صعباً كفراق العائلة. لكن السبب كان انتقالي مع عائلتي الصغيرة إلى الولايات المتحدة. لم أكن أشعر أنني مقيدة، لأنني كنت مستمتعة بالفعل، والعمل الإعلامي شغفي مهما كان مجاله. لكن ربما كان هذا الرحيل فرصة للتجدد وإعادة اكتشاف الذات والظهور بصورة مختلفة عما تعود عليه الناس لسنوات.

 

مسيرتك الاعلامية بدأت في بحر السياسة و الاقتصاد وصلت بك الى اعظم شواطئ السينما دوليا ، هل كان ذلك يمثل حلما بالنسبة لك ام ان هذه المحطة تحديدا لم تكن تجول في خاطرك يوما ؟

الصراحة، لم أكن أتخيل أبداً العمل في مجال الترفيه وتغطية أخبار الفن والسينما، ربما لأنني كنت دائماً حريصة على اتباع خط الإعلام الهادف والجاد. لكنني اكتشفت متعة جديدة.. وفرصة لتغطية أبعاد مختلفة وعميقة للسينما والفن، فمثلاً أستمتع بلقاء الكتاب والمخرجين والمؤلفين الموسيقيين لأي فيلم جديد، بقدر ما أستمتع بلقاء نجومه بل ربما أكثر. تذهلني دائماً العملية الإبداعية لكل شخص، ولدي فرصة أن أسأل الفنان عن مصدر إلهامه، وعن تأثره بالقصة.. وتأثره أحياناً بأحداث عالمية.. وهذا أمر محفز جداً بالنسبة لي.

 

تعيشين على بعد مسافات الاف الكيلومترات عن وطننا العربي و مع ذلك ما زلتي تعملين في عالمه ، الى اي درجة اسهم الاعلام اليوم في تقريب المغتربين من اوطانهم ؟ و هل شعرت باختلاف في احترام المحيطين بك لعملك منذ رحيلك الى تلك البلاد ؟

الإعلام بالطبع واحدة من أهم صلات الوصل بين المغتربين وأوطانهم.. مثلاً في رمضان، لا أحس بأجواء الشهر الكريم إلا من خلال القنوات التلفزيونية العربية. بالنسبة للشق الثاني من سؤالك، لا، لم أشعر بأي تغيير، لأن المجتهد دائماً ما يقابل بالاحترام.. لكن المحيطين بي الآن مختلفون، إعلاميون وصحافيون من شتى أنحاء العالم، تجربتي معهم مختلفة وجديدة.

 

تعملين الان في محطة مملوكة لجهات امريكية ، هل لمستي اي نوع من التقييد الاعلامي ؟ و هل يحدث ذلك بالفعل عربيا ؟

بالنسبة لي، أعمل حالياً كمتعاقد‪ة‬ أو Freelancer في إعداد وتقديم برنامج هوليوود نيوز، وهو برنامج ترفيهي عن هوليوود، خطوطه واضحة. القاعدة الوحيدة التي نتبعها في هوليوود نيوز، هو تقديم محتوى مميز، يحترم المشاهد.

 

Image result for ‫ديما طايع‬‎

قبل ان اختم ، هل وصلت الى ما تتمنين مهنيا ديما ؟ و هل ما تخططين له مستقبلا مختلف عن ما نراكِ عليه اليوم ؟

سعيدة وراضية عن مسيرتي حتى الآن، لكن بالطبع الطموح لا يقف عند حد معين. مشواري مع هوليوود نيوز بدأ منذ قرابة سبعة أشهر، لذا من المبكر الحديث عن خطوات مستقبلية. أحببت كثيراً الظهور بصورة مختلفة، لأن كل تحدي يجدد حماسي ويشعل داخلي طاقة جميلة جداً. ولن أتردد في تكرار تجربة إعادة اكتشاف الذات، وأعتقد أنها خطوة مهم أن يقوم بها أي شخص كل فترة. ليفاجئ نفسه بإمكانيات لم يكن يعلم أنها موجودة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى