القطط الأردنية في السفاره الكندية / عودة عياصرة

القطط الأردنية في السفاره الكندية
تُفزعني فراشةٌ تائهةٌ في بغداد ، يؤلمني عش العصفور الممزق في الشام ، تُبكيني حمامةٌ تفتقدُ حبّة القمحِ في اليمن ، تستفزني ذبابةٌ تمثّلُ دورَ النحلة في سماء العرب ، فالأوطانُ تفترسُ أجساد المخلوقات ويلتهمُ الفقرُ جوع القطّه .

لو تعثّرت قطةٌ في تورونتو ومونتريال لسُئلت كندا عنها ، هكذا تفاجأت اليوم بعد أن حدثتني صديقه أُردنيه تقيم في كندا بأن القطط هناك يوضع لها في رقبتها طوق به اسمها ورقم هاتف البيت الذي تقطنُ فيه تلك القطه في حال حدوث طارئ لها ، وقالت لي بأنه لا توجد قطط في الشوارع فتذكرت طفولتي المشرّده وكيف ان للشارع في قلبي مكانه.

بعد ان علمني الله منطقَ القطط سألتني قطه في حارتنا : ( بالله يا عوده اسأل الشيخ شو حكم أكل العشب للقطط ؟ ) ، وعندما أجلس مع قطط الحاره يبدأ القط سوسو بالكلام ( والله الواحد مات من الجوع هاي مش حياه ، يعني لو الحظ مليح كان ابوي تزوج قطه تركيه ) فيرد عليهِ ابن عمهِ عكاشه ( ولك اصبر واتقي الله انته بس يا سوسو واطلب بالجنه اللي بدك ياه ، طون سردين حليب كامل الدسم عصفور محشي اي شي بيخطر في بالك ) ، ثم يماوي القط شادي ( تروحو على السفاره الكنديه نقدم على هجره لكندا ، الجو برد صحيح بس والله لنكيف ) .

القط الكندي ” المغنوج ” الذي لو رأى قططنا وكيف تقفزُ الى السطوح لا يهمها شرايين قلبها المغلقه وهشاشة العظام نتيجة سوء التغذيه لجمع لها صدقةً من الطعام ، القط الكندي الذي لو شاهد كشرة قططنا وكلها بحاجه الى عيادةٍ نفسيه قبل العياده البيطريه فهي لا تملكُ وقتاً للعب والضحك ويضيعُ عمرها وهي تبحث عن عظمة العيش.

مقالات ذات صلة

من الاخر بدي اطلع على السفاره الكنديه وأحكيلهم ( ميوووو ) راح السفاره تحكي مباشره مع دولة كندا واذا وزير الهجره الكندي ابن حلال بعتبرني قط أليف وبأقرب طياره على كندا، بس من الآن انا القط أرماني بأكد لحكومة كندا انه ما راح آكل لحم خنزير وما بشرب نبيذ ، الحشيش اذا كان مكتوب عليه حلال مش غلط سيجاره بعد وجبة شخاتير كنديّه ، واكيد راح اشوفلي بِسّه شقرا صاحبة اخلاق وتسترني بتالي هالعمر .

لعلَّ لقمه في يدك الى قطّه تصيحُ جوعاً أمام بيتك هي المنجيه ، فالله تعالى لم يقل “أكثركم عملا” بل قال ” أحسنكم عملا ” .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى