ديلفري

ديلفري

يوسف غيشان

تقول النكتة، بأن حمارا وجد نفسه في مواجهة ذئب شرس، فأيقن الهلاك، وأدرك أنه سوف يموت بعد قليل. أغمض عينيه قليلا، ثم فتحهما، ليجد أن الذئب قد انهزم من أمامه، وهو يدندل بذيله اعترافا بالهزيمة.
أحس الحمار بالصدمة قليلا لكن الدماء عادت الى وجهه فاطمأن، ثم أصابته الشجاعة فنهق. جفل الذئب وازداد سرعة وهو يهرب من أمام الحمار. تشجع الحمار أكثر من اللازم ولحق الذئب.
في السهوب الممتدة، كنت ترى حمار يطارد ذئبا، الحمار ينهق ويركض وراء الذئب، لكأنه ينوي افتراسه، والذئب يهرب من أمام الحمار مذعورا.  الطيور والزواحف نظرت الى المشهد بغرابة، لكأنها ترى زرافة تفترس نمرا، لذلك أحبت بعض الزواحف والطيور، العاطلة عن العمل، أحبت المشهد، وتابعت المطارد والهارب لترى النتيجة.
كان المنظر غريبا ومضحكا، لكن الجميع اندمج فيه.
توقف الذئب فجأة، ونظر الى الحمار، وهو يبتسم بخبث، ثم أدار عينيه حواليه، وقال:
– اطلعوا يا شباب.
فجأة وجد الحمار نفسه محاطا بعدد من الذئاب الجائعة، التي تتلمظ وهي تنظر الى أبي صابر. هنا، أدرك الحمار، بأنه هالك لا محالة، وأنه إن استطاع أن يطارد ذئبا واحدا، فلن يستطيع أن يطارد قطيعا من الذئاب.
الحمار استجمع شجاعته، وقال للذئب الأول:
– مممممممممممممممممكن سؤال لو سمحت قبل أن أموت.
– تفضل، لسنا في عجلة من أمرنا.
– ممكن أعرف لماذا خفت مني وهربت من قدامي؟
– أنا هربت من قدامك؟
– طبعا وأنا طاردتك، وسكان الغابة يشهدون.
قهقه الذئب حتى وقع على قفاه، وقهقهت معه الذئاب المحيطة، وانتقلت القهقهة الى الطيور والزواحف. ثم استجمع الذئب الأول نفسه وقال للحمار:
– أنا لم أكن خائفا منك يا حمار يا ابن الحمار، كل ما في الأمر أنني تراهنت مع الشباب بأني أستطيع أن أحضر لهم الأكل من الغابة ديلفري (خدمة التوصيل) عندهم.
 ثم نظر إلى أصدقائه وقال:
– اجمعوا رهاناتكم وسلموني إياها قبل ما تبدأوا في التهام الطلبية.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى