ديك مثقال

ديك مثقال

رائد عبدالرحمن حجازي
استيقظ مبكراً كالعادة وتوجه لقن الدجاج ليقوم بالإجراء الروتيني الصباحي ، وهو التاكد من صحة الدجاجات وجمع البيض وبعد ذلك فتح باب القن لتبدأ عملية انتشار الدجاج في حديقته المتواضعة .
عشر دجاجات وديك حسن الصوت يهرولون نحو لوح من الزينكو كان مثقال قد وضع عليه بقايا الخبز المنقوع بالماء بالإضافة لبقايا طعام الأمس . عملية يومية تسير بكل سهولة وسلاسة ، إلى أن حدث ما لم يكن متوقعاً ، فقد اعتادت إحدى الدجاجات على أن تخفي بيضتها اليومية في زاوية القن وكانت تخرج صباحاً لتأكل ما قسمه الله لها وتعود مسرعةً إلى (متشنتها = مكان ترقد فيه على البيض) انقضت فترة الرقود وفقّسَ بيض تلك الدجاجة معلناً بذلك قدوم جيل جديد يتكون من مجموعة من الصيصان الذكور والإناث .
مثقال استشاظ غضباً من تلك الدجاجة كونها تحايلت عليه ولكنه سرعان ما تبدل غضبه بالفرح حينما أدرك بأن عدد الدجاجات سيزداد وبالتالي ستزداد كمية البيض ، ولكنه لم ينسَ فعلة تلك الدجاجة لذلك كان مصيرها بعد عدة أيام بأن طُبخت ضمن طنجرة مقلوبة .
كبرت الصيصان وكان بينها بضعة ديكة مما جعل الوضع مقلقاً فالديكة الشابة أصبحت تتعارك مع الديك الهرم وغالباً ما كانت تسبب له الأذى ، فما كان من مثقال إلا أن ضحى بهذه الديكة واحداً تلو الآخر ما بين صينة محمر ، طنجرة مقلوبة أو مكمورة .
عاد الوضع كما كان ، فديك مثقال الآن على ذمته دجاجات أكثر من دجاجات رباب ومثقال ازدادت كمية بيضاته . ولكن دوام الحَال من المُحال ، فمثقال بعد فعلة تلك الدجاجة (القرُقّة = الدجاجة التي رقدت على البيض) أصبح يُفتش ويُنبش القن يومياً بحيث تعذّر الحصول على صيصان جديدة وبنفس الوقت هرم الدجاج ولم يعد يبيض وسيتم بيعه في القرى المجاورة كل أربع جاجات بنيرة مع رحلة مجانية وترفيهية في بكم النيسان – جونيور . أما الديك الذي أصبح شكله مخيفاً ومزعجاً وصياحه صار على مدار الساعة فقد أصبح مختصاً في كبس الأحذية والحفايات حتى نونية الطفل لم تسلم منه .

رائد_عبدالرحمن_حجازي

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى