دونالد ترامب…. انت مطروط!
نايف المصاروه
.طَرَدَ: (فعل) طرَدَ يَطرُد ، طَرَدًا ، فهو طارِد ، ومَطرود: (اسم)مفعول مِن طَرَدَ
مَطْرُودٌ وطريد : مُبْعَدٌ، مَفْصُولٌ عَنْ عَمَلِهِ.
بالبحث وجدت أن دونالد فريدريك ترامب ولد عام 1946 ، تأثر جدا بوالده، الذي كان ثريا و ملاك للعقارات، فسار على خطاه في مهنة التطوير العقاري، حتى أصبح رجل أعمال مشهور، وشخصية بارزة في مجال المال والأعمال في الولايات المتحدة.
قام ببناء وتجديد العديد من الفنادق والكازينوهات وأبراج المكاتب وغيرها ، فتراكمت قيمتها الصافية لتصل إلى المليارات، فأصبح من المشاهير البارزين الذين تتعرض لهم وسائل الإعلام بالمتابعة والتغطية.
عرف عن دونالد ترامب بأنه يحب الظهور الإعلامي وعالم المشاهير، لذلك قدم لمدة 12 عاما برنامج تلفزيون الواقع “ذي أبرنتيس”، حيث أجرى اختبارات لعدد من المرشحين للالتحاق بشركاته العملاقة، وعرفه الجميع بعبارته الشهيرة، “أنت مطرود “.
مزواجا.. أثيرت عنه عدة شبهات جنسية، يحب الملايين كما يحب النفط، كما عرف بمواقفه المثيرة للجدل تجاه عدد من القضايا كالهجرة والإسلام ونظرته الخاصة للهوية الأمريكية.
بدأ ممارسته للعمل السياسي عام 1987، فقرر في عام 2000 خوض الأنتخابات الرئاسية عن حزب الإصلاح الأمريكي، لكنه لم يحظى بشعبية كافية فأنسحب منها، ليترك بعدها حزب الإصلاح وينضم للحزب الجمهوري ليتولى عام2006 منصب حاكم نيويورك كممثل للحزب.
إزدادت مشاركته في الحياة السياسة، وأعلن عن رغبته في الترشيح للرئاسة مرة أخرى عام 2012 لكنه تراجع لاحقاً، وكان أيضا متحدثا بارزا في مؤتمر العمل السياسي المحافظ لعام 2013 (CPAC).
وفي عام 2016 خاض الأنتخابات الرئاسية، كمرشح وحيد عن الحزب الجمهوري، ضد الديمقراطية هيلاري كلينتون.
واجهت أساليبه الانتخابية العديد من الانتقادات، فاتهم بالكذب وزخرفة الحقائق خلال خطاباته الانتخابية وتلقى الكثير من الردود السلبية من الصحف الرئيسية مثل “بوليتيكو”، و “واشنطن بوست”، و “نيويورك تايمز”، و “لوس آنجلوس تايمز” واصفة تصريحاته بالكذب المحض.
ولكنه استطاع أن يفوز بتلك الانتخابات بنحو 306 صوت في المجمع الانتخابي ليصبح بذلك الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.
في بداية فترة رئاسته، أصدر ترامب عدة قرارات، أثارت جدلا واسعا، منها حظر السفر على مواطني العديد من الدول ذات الغالبية المُسلمة مُتذرّعًا بالمخاوف الأمنية.
و سنّ حزمةً من الضرائب التي فرضها على الأفراد والشركات، وأمر بإلغاء التأمين الصحي الفردي الإجباري.
اما فيما يتعلّق بالسياسة الخارجية، فقرر سحب الولايات المتحدة من مفاوضات الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP)، ومن اتفاق باريس المتعلّق بتغيّر المناخ، ومن الاتفاق النووي الإيراني أيضًا، الأمر الذي سبب توترا في العلاقات مع إيران .
وفرض رُسومًا جمركية على الواردات أدّت إلى إشعال الحرب التجارية مع الصين .
وهدد بتدخل عسكري في فنزويلا ،وأعلن تأييده للمعارضة فيها، وتحولت علاقات التفاوض مع كوريا الشمالية إلى توتر شديد ، بعد محاولة ترامب إبرام اتفاق لسحب سلاحها النووي.
شارك ترامب مع زوجته ميلانيا وابنته ايفانكا وصهره وكبير مستشاريه جاريد كوشنير في القمة العربية الإسلامية ، التي عقدت في الرياض عام 2017،والتي شارك فيها 36 من قادة الدول العربية والإسلامية، و5 من رؤساء الحكومات وأولياء العهود، و 11 وزيرا ومسؤولا ممثلين عن دولهم.
في تلك القمة… القى ترامب خطابا مطولا تحدث فيه عن العدالة التي يجب أن تسود العالم، كما أعلن عن افتتاح مركز عالمي جديد لمكافحة الأيديولوجية المتطرفة –مقره في السعودية ، بصفتها الجزء المحوري من العالم الإسلامي، ويمثل هذا المركز الجديد الرائد إعلاناً واضحاً بأنه يجب على الدول ذات الأغلبية المسلمة أن تأخذ زمام المبادرة في مكافحة التطرف، وهذا يعني…. مواجهة أزمة التطرف الإسلامي والجماعات الإسلامية الإرهابية. وهذا يعني الوقوف معاً ضد قتل الأبرياء المسلمين، وقمع النساء، واضطهاد اليهود وقتل المسيحيين.
وهنا اسأل من الذي يصنع ويمول تلك الجماعات والتنظيمات المتطرفة؟
وهل أمريكا وحلفاءها في الشرق والغرب غير قادرين على استئصال جذور تلك الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق واليمن وغيرها من البلاد!
وهل قمع النساء.. يعني ترك الستر والفضيلة، إلى العري والسفور.. كما بدأنا نلحظ في بعض البلدان المحافظة في عالمنا العربي!
على هامش تلك القمة وقع ترامب عدة اتفاقيات ، بلغت قيمتها أكثر من 400 مليار دولار،منها 110 مليار دولار للتسلح،تلتها أيضا مليارات أخرى للتسلح ولنيل الرضى والرضوان..
وعلى هامش تلك القمة والزيارة أيضا.. اغدقت على ترامب وأسرته العديد من الهدايا… والعطايا التي بلغت قيمتها عشرات الملايين…!
التي لو وجهت إلى بعض بؤر الفقر والعوز في عالمنا العربي والإسلامي لساهمت في إزالتها أو التخفيف منها.
وبعد تلك القمة مباشرة، بدأت ظواهر الفرقة والاختلاف تطفو وتشتعل، فقد اشتد الخلاف بين قطر ودول مجلس التعاون الخليجي ومصر، لتبدأ بعدها حملة حصار قطر، وحملات التراشق الإعلامي.
من المعلوم.. أن خبراء في مجال الطب النفسي من كلية الطب في جامعة ييل الأمريكية، كانوا قد فتحوا ملف الرئيس الأمريكي النفسي، ووضعوا تشخيصا ، ذكروا فيه أن ترامب يعاني من “أعراض مرض نفسي خطير، وتظهر عليه أعراض اضطرابات نفسية تجعل منه خطرا على المجتمع”، وذكر الطبيب النفسي الأميركي، جون غارتنر، إنّ أطباء وخبراء في علم النفس، رأوا أنّ من واجبهم الأخلاقي، تحذير الرأي العام الأميركي، من مخاطر المرض النفسي الذي يصيب رئيس البلاد.
وتابع غارتنر، أنّ المرض النفسي هذا، يجعل المصاب به ميالا إلى انتهاك حقوق الآخرين، والكذب وعدم الشعور بالندم.
وبالرغم من حديث ترامب عن العدالة التي يجب تسود، الا انه وبعد ذلك بعدة أشهر أعلن عن قرار،قال إنه تأخر كثيرا… جاء في ذلك القرار اعتراف إدارته بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة سبقها.هرج كثير، عن ما يسمى صفقة القرن،والتي رافقها إدانات وانتقادات عربية ودولية وإسلامية في الظاهر، وقبول لدى البعض في الخفاء.
وبعد ذلك أيضا، وقَّع ترامب، قرارًا يقضي بالاعتراف بسيادة إسرائيل، على الجولان السوري المحتل منذ عام 1967، كان بعد تغريدة لترامب وعد فيها بالاعتراف، معللًا إياه “بقراءة سريعة للتاريخ”.
ولأنه يحب المال والنفط، ويسعى للقضاء على الإرهاب، أعلن دعمه لعدد من الفصائل والتنظيمات منها على وجه الخصوص ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية”قسد”.
في عام 2019 وجهت لترامب تهمة التآمر الإجرامي،
ووجد التحقيق الخاص الذي أجراه المستشار روبرت مولر أن ترامب وحملته رحّبوا وشجّعوا التدخّل الخارجي الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2016 على أساس أن ذلك سيكون مفيدًا سياسيًا، لكن لم يجدوا أدلّةً كافية لرفع قضيةٍ بتهمة التآمر الإجرامي أو التنسيق مع روسيا.
كما حقّق مولر أيضًا مع ترامب في شأن عرقلته لسير العدالة، ووجدت تحقيقات مجلس النوّاب التي هدفت إلى عزل دونالد ترامب، انه التمس التدخّل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، من أوكرانيا للمساعدة في محاولة إعادة انتخابه، ثم عرقل التحقيق بنفسه،
فأقدم مجلس النوّاب على عزل ترامب الا ان ذلك لم ينجح.. بسبب الأغلبية الجمهورية.
بعد حدوث جائحة كورونا، أصيب ترامب نفسه بالفيروس.. وبعد أيام أعلن عن شفائه منه، فيما لا يزال المرض، يفتك بعشرات الملايين من الأمريكيين، ويقتل مئات الآلاف منهم!!
والسؤال.. هنا كيف شفي الرئيس ترامب في عدة أيام… والشعب الأمريكي يئن تحت وطأة الفيروس.. ليكون معدل الإصابات والوفيات الأعلى على مستوى العالم؟
رغم كل ذلك.. وفي حمى الإعداد للانتخابات الرئاسية التي أعلن ترامب عن نيته لخوضها، أمام جو بايدن، شهد عام 2020 المزيد من السقوط والاستسلام العربي، فأعلن ترامب نفسه، عن اتفاقيات السلام والتطبيع مع إسرائيل والإمارات ثم لتكون بعدها البحرين، بحجة دعم القضية الفلسطينية، ثم لتليها بعد عدة أسابيع السودان ، بحجة خروجها من شبهة الدول الراعية للإرهاب، ثم لتكون بعدها المغرب، مقابل اعتراف ترامب بمغربية الصحراء الكبرى.
والسؤال.. لماذا حمى التطبيع مع إسرائيل بهذا الشكل الملفت والمفضوح!
وهل خوف البعض من إيران يدفعنا إلى أن نسلم رقابنا وبلادنا، ونرتمي في حظن عدونا الأول الذي جاء التحذير من خطورته في ديننا وقرآننا.. قال تعالى ۞لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ.. الآية..
وهل دعم القضية الفلسطينية، يكون من خلال إفتتاح مؤسسات يهودية في الإمارات، بينها معبد ومدرسة وغيرها!!
وما هي الفوائد التي ستجنيها الإمارات والبحرين، إذا كانت مصر والأردن لم تجنيان من اتفاقييتهما، مع الكيان الصهيوني اي خير حتى كتابة هذه السطور.
وهل شحن النفط الإماراتي إلى شواطئ عكا، لتنعم به عصابة الاحتلال، وشراء منتجات الصهاينة من خمور وبذور..وغيرها، واستثمار مئات الملايين مع الصهاينة يخدم قضية فلسطين؟
قولوا لي كيف ذلك بالله عليكم…!
وسؤال يراودني..ما علاقة لائحة الدول الراعية للإرهاب لتكون ورقة في يد أمريكا تساوم بها من تشاء لتحقق غايتها كيفما تشاء!
وهل مطالبات الشعب السوداني بالحرية والتغيير.. تنتهي بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب المحتل!…
أيعقل هذا… يا أمتنا وشعبنا العربي والاسلامي؟
وسؤال آخر.. . هل اعتراف ترامب،ب مغربية الصحراء الكبرى يعتبر قانونا دوليا، وحجة نافذة قابلة للتطبيق؟
لأن ترامب نفسه اعترف، بسيادة الصهاينة على الجولان والقدس، ورفضها العرب ومنهم المغرب..وقالوا وقلنا.. إنها هذه القرارات مخالفة للقانون الدولي، إذا فكيف يكون اعتراف ترامب بمغربية الصحراء حجة للتطبيع ؟
وانا هنا لا أنكر حقا مشروعا للمغرب العربي، ولكني أتساءل، أليس من الممكن مثلا،أن تقتسم المغرب والجزائر، تلك الصحراء، لتكون مناصفة بين المغرب والجزائر، وليقطع الطريق على الصهاينة واذنابهم من الإعراب والفرس، الذين يمولون ويدعمون جبهة البوليساريو، لتكون شوكة فتنة في خاصرة المغرب العرب… مثلا.. وما المانع!
لنبقى أخوة واشقاء لساد الضاد يجمعنا…
واين دور جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، أن بقي لهما أثرا أو دورا؟
الأهم… والذي لم يدركه قادة العرب و الأعراب منهم على وجه الخصوص، أو يدركونه ويغفلون عنه وعن عواقبه، أن التطبيع الخليجي مع إسرائيل، الغاية منه هو خدمة مصالح الصهاينة، السياسية والسيادية والاقتصادية ،والوصول إلى كل مفاصل العالم العربي، كما إن الاعتراف الترامبي.. بمغربية الصحراء، هي فكرة صهيوامريكية خبيثة، القصد منها ضرب عصفورين بحجر واحد، اولا–_– تفعيل التطبيع مع المغرب، للوصول إلى كل العمق الغربي من العالم العربي ، ثم إذكاء الخلاف وإشعال نار الاحتراب مع الجزائر، من باب فرق تسد، والغاية من كل ذلك، تفريق العرب، لإضعافهم ولإبعادهم عن جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، المتمثل بالقضية الفلسطينية،وحقوقهم المشروعة والمسلوبة، ونسيان ما يسمى مبادرة السلام العربية، والأهم من ذلك كله، تحقيق حلم الصهاينة بإسرائيل الكبرى.
أعود إلى دونالد ترامب،التي أظهرت نتائج الانتخابات الرئاسية مؤخرا، خسارته أمام بايدن، وكأن أغلبية الشعب الأمريكي.. يقول “لترامب انت مطرود”.
ومع أن ترامب لم يتقبل تلك النتائج، وطعن في نتائجها ونزاهتها، ودعى أنصاره إلى التظاهر والاحتجاج عيها، وبعد ما حصل من فوضى وخرق للقانون، من قبل أنصاره ومؤيدوه، واقتحامهم الى مبنى الكابيتول، وبالرغم مما كتبه ترامب لاحقا، في تغريدته «الرجاء دعم شرطة الكابيتول وقوى إنفاذ القانون»،وقائلا لهم «ابقوا مسالمين»، ولكن ذلك بعد فوات الاوآن،وبعد هجوم ارعن ذهب ضحيته قتلى وجرحى. .
ومن شاهد المشاهد عبر كل وسائل الإعلام، يعلم أن ما جرى، يدل على جهل واجرام واعمال عصابات منظمة، ولا ينم عن حضارة ومدنية وديمقراطية،وانا هنا لا اتهم عامة الشعب الأمريكي، بل اتهم من قام بذلك التمرد.
وسواء نجح الكونغرس باستصدار قرار، يدين ترامب ويعزله، أو لم ينجح ذلك،فإن ما جرى سابقا من قرارات هوجاء، أعطت حقوقا معلومة بالقانون، إلى غير من يستحقها، كل ذلك يدل على أن ترامب مطرود من الحياة السياسية.
وختاما اقول… لمن سارعوا للتطبيع علاقاتهم مع إسرائيل، طمعا في رضى ورضوان ترامب، فإن شمس ترامب قد شارفت على الغروب،فماذا انتم فاعلون؟
واقول لأولئك الذين يرغبون في التطبيع… تريضوا… وتأملوا.. فالأيام دول.. والسعيد من وعظ بغيره.
واقول… للشعوب العربية ولكل أحرار العرب.. أما وقد قال اغلب الشعب الأمريكي بكل فئاته مؤسساته، لترامب “”انت مطرود “”،
فمتى يقول كل منا لصناع الويلات في عالمنا العربي.. من حكام وقادة الدويلات.. وصناع أزمات… انت مطرود..
هل نجرأ.. ان نكون أحرارا.. ونعيد للأمة هيبتها وكرامتها، لنكون قادة وسادة لا مقودين يسوسنا، من لا هم لبعضهم الا أنفسهم، فهل نعلنها… انت مطرود.. ومتى..