سواليف
في الصورة رجل وابنته، وكائن ثالث يحمل شيئا ما مذعورا في منطقة بالشام تسمى دوما. دعوكم من المذعور. ففي وسط الصورة الكثير من الجمال الروسي. لكن هذه ليست قصتنا.
قصتنا في سنّ الغربي اليوم أقلامه للإنقضاض على سفاح دمشق. اليوم سيقصفونه بصواريخ التصريحات والعبارات اللاذعة، ومن الجيد أن يصفه الرئيس الامريكي بالحيوان، فهذا أمر يمنح نكهة إضافية للمشهد وآكشن مشوّق. لكنها ستبقى الدراما التي تابعناها مرات كثيرة.
الاهتمام الغربي للعامل الاخلاقي في سياساته الخارجية أمر ملح للأوروبيين والأمريكان، ذلك أنه الارضية التي يعتمدون عليها، حتى في قتلنا. من هنا ورطونا في المشاركة بمسلسل طويل من البكائيات على ضحايا إخوتنا السوريين، سوى أننا كومبارس.
هذا ما يفعلونه في مجزرة دوما، وهذا ما فعلوه يوم دخل الساقطون الى بغداد، عام 2003م. وما سقطت بغداد ولكنهم سقطوا.
الجديد في المشهد الغربي ليس غربيا بل فينا. في مشاركتنا بمسرحيتهم السوداء.
في الحقيقة هذا أمر ملح لنا أيضا، فنحن نريد كذلك أن نتطهر من دماء إخوتنا في الشام، وفي الدراما الغربية فرصة مواتية للتعامل مع ضمائرنا. وكأننا نفعل شيئا.
إذا أردتم القياس بين الحقيقة والكذب في هذا العالم المنافق – كما يصفه الخبير العسكري الاردني الدكتور فايز الدويري – فما عليكم إلا القياس على ما فعله الغربيون بعد إصابة جاسوس روسي مزدوج وابنته بغاز الأعصاب.
هنا يظهر لك كيف أن عالم منافق يقوده تجار حروب وزعماء عصابات – والوصف للدكتور الدويري – قد أقام الدنيا لإصابة واحد وابنته، واندلعت على اثر ذلك حرب العقوبات والمعارك الدبلوماسية، من دون ان يقترب أحد من المتصارعين لعجوز الامم المتحدة، فهم يعرفونه ما الذي يعنيه اللجوء اليها.
أما لما يصاب مئات أطفال ونساء سوريا، وهم في الأقبية من قبل زعيم المافيا الروسية وسفاح دمشق بنفس الغاز، فالحل الاخلاقي المرضي إدراج القضية في أروقة عجوزنا الأممية. أما لاحقا فيبدأ الغربي بالدخول في تفاصيل التفاصيل، أسابيع ثم يدعو الضحايا الى مؤتمر دولي لمناقشة مستقبل سوريا السياسي.
وكالات