دول الاسترضاءات والواسطات تتراجع!! / د.بسام روبين

دول الاسترضاءات والواسطات تتراجع!!
هنالك دولا تنمو وتزدهر بينما بعضا منها يتقهقر ويتراجع لاسباب ابرزها سياسة الاسترضاء والواسطه التي تهيمن على السياسه العامه لتلك الدول ولا يوجد معجم معاني يحدد معنى ثابت للإسترضاء والواسطه لذلك ارجو من سيداتي وسادتي الاذن لي بالاجتهاد والقاء الضوء على أخطر إستخدامات هذه الظواهر التي تقود الشعوب والمجتمعات لٱنفاق مظلمه حيث يعتبر الاسترضاء والواسطه جناحي الفساد في بعض الدول المتعثره اقتصاديا وتمتلك مديونيه متصاعده كنتيجة لتفشي هذه الظواهر المذمومه وتحولها الى طريقة حياه تعيشها حكوماتها وشعوبها حيث قادت لضياع حقوق اصحاب الخبرات والكفاءات بل اصبحت أحد وسائل ظلم الاخرين وعزز من ذلك كله تضخم وهيمنة وسيادة شبكات المصاهره والمعاهره وسيطرتها على معظم القرارات وتبادل المصالح المرتبطه بالفساد والتحليق بها في سماء تلك الدول خارج قنوات الرقابه والمحاسبه والعقاب بينما يتم اغتيال الشخصيات الوطنيه الاصلاحيه بسبب قلق تلك الشبكات وقد بات من الصعب جدا على اي شعب مصاب بالفقر والبطاله والرشوة والخوف قهر هذه الشبكات والظواهر الخطيره والتخلص منها بل الاستسلام والانصياع لها وهذا ما يجعل بعض الدول تختار بل تفضل استرضاء تلك الاجسام القويه ظنا منها أن أي غضب لهذه الاجسام من الممكن أن يهدد كيانها وبقائها لذلك هي تعمد لطلب الرضى منهم وتكليفهم باستمرار لادارة مراكز قياديه حساسه لا يستحقونها مما ينعكس سلبا على اداء تلك المواقع وبالتالي تعثرها وفشلها الامر الذي يقود لمزيد من الاثار النفسيه والاجتماعيه والاقتصاديه والسياسيه السيئه التي تسهم ايضا في اضعاف سيادة القانون وتقويض العداله وإشاعة الفوضى في مراحل لاحقه اما تلك الواسطه المذمومه وهي التي تحق باطلا وتبطل حقا وتمنح البعض تنفيعات على حساب اصحاب الحقوق فقد اصبحت شأنا حياتيا اعتاد عليه الجميع فلا تستطيع الحصول على حقك الا اذا كنت تعرف احدا يساعدك على ذلك وبقيت المناصب الاستراتيجيه الرفيعه حكرا على ذوي الوجاهه والمال واعضاء نادي الشبكات تقدمها القيادات لهم في كل مره على شكل هدايا تسترضي بها من يخيل لها أنهم اقوياء في حين ان اي دوله تمتلك من عناصر القوة ما يجعلها قادره على عدم الرضوخ لسياسة الاسترضاء والواسطه لقد آن الآوان لمن يرغب من هذه الدول بالتعافي ان يشرع ويسارع في مكافحة مرضي الاسترضاء والواسطه لأن ذلك هو السبيل الوحيد للإصلاح الحقيقي وهو ما يكفل فتح المجال للشرفاء والمخلصين من اصحاب الخبرات والكفاءات لتولي زمام الامور وإنقاذ دولهم من التعثر الذي تعيشه فإستمرار الإسترضاءات والواسطات سيؤدي بالضروره لهلاك الجميع لا محاله ونحن في الاردن نعاني من ارتفاع ارقام البطاله والجريمه والمديونيه حيث وصلت الى أرقام قياسيه خطيره لا يمكن التغاضي عنها بفعل ما نعانيه نحن ايضا من مخرجات سياسة الاسترضاءات والواسطات مما يستدعي سرعة تشكيل حكومه إصلاحيه وطنيه تبنى على أسس مغايره لما كان يحدث سابقا بحيث تتحرر تشكيلتها من الكوتات الإقليميه والجغرافيه والترشيحات الٱمنيه الخاطئه لكي تقوى على كبح جماح هذه الظواهر الخطيره وأن يتم التشديد على استثناء إي فاسد قادم من تلك الشبكات العنكبوتيه المسيطره لاننا في الاردن شعب وطني متعطش للاصلاح والتغيير الايجابي وكلنا ينتظر بلهفه لحظة الاعلان عن تشكيل حكومة اصلاح تركز على حلول جاده تحسن دخول العاملين والمتقاعدين بعيدا عن فرض الضرائب ورفع الاسعار والاستجابه للاسترضاءات والاملاءات الخارجيه التي حرقت اخضر ويابس هذا الوطن الشامخ بابنائه وقيادته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى