دور يا صحن السُكر …
مجد الرواشدة…
كُنا نتحلق بباحةِ #المدرسة أحياناً ببهو الصباح نسترق لحظاتٍ قبل بدء #الطابور #الصباحي وأحياناً أخرى في فرصة #المدرسة وأحيانا ً أُخرى بحصص #الرياضة نتحلق كسربٍ حمام يعانق أكف الفجر ويُقبلُ عيون الصباح .
لا زلتُ أذكرُ كيف كُنا نرددُ معاً دووووور يا صحن السُكر وقع مني وانكسر مين شمه ما لمو …. شمته (….) .
كانت تلك التي تشمه تحظى بالطرد من اللعبه ولكنها لا تغضب ، تعلم أن الخروج من #اللعبة كاسُ سيمر على رفيقاتها وان المسالة قضيةُ وقتٍ لا أكثر .
اليوم وحينما سمعتُ ابني يرددُ دور يا #صحن #السكر كنتُ أتمنى لو كان بامكاني أن أمسكَ بكلتا يديه لا لنلعب معاً بل لأخبرهُ أن ( أمانينا ) في هذه الدُنيا هي صحنُ سكر كبير ، نلهثُ كثيرا ًونطاردُ في أفق الكون كي نحظى بحفة سكرٍ ما ان نستريح لنذوق حلاوته يفاجئنا صحنُ السكر وينكسر .
في الحقيقة لم تنكسر أمنياتنا يوماً ولكن مع كل يد كنا نضع يدنا معها نتأهب لندور بصحن السُكر حتى باغتتنا الحياة بفقدان غالي ، بنتيجة تحليلٍ طبي ، بمجموع تراكمي للعلامات ، بخذلان من كتف ٍ طال اتكاؤنا عليه ، بينما كُنا ندور بصحن ِ السكر كانت تدور بنا الحياة تارة لا نذوق السكر وتارة نستطعمهُ ملحاً وأوقاتاً كثيرة ما كان له طعم ففضل أن يكسِر َ صحنه ويندثر .
ولكن لا بد أن ندرك جميعاً أنه مع كل صحن سكر كان ينكسر ُ ويندثر كان أحدُ ما حولنا يشمه ، من فرط عتبنا عليه نخرجه من حلقة تحقيق الأمنيات ، يبقى يطالعنا البعض بعين شامت والبعض الاخر بعين مُشفِق وقلة تشاركنا أسى الانكسار وأسى اندثار سُكر أحلامنا .
الحياة وبكل مناحيها واتجاهاتها هي صحنُ سكر ٍ كبير
إن قُدر لك أن تستلذَ طعمه فهذا كرم ٌ من الله فاهنأ به ، وان قُدر لك أن يُكسر الصحن وترى أمنياتك تتناثر بين قدميك فوكل أمرك لله فما كسرك الا ليجبرك ، ولكن تذكر دوماً أن صحون الجميع ستنكسر يوماً وتدور وتدور ، لكن الله يكرم البعض بلطف قدره ويعفيه من السير حافياً على ركام الصحون المكسوره وذرات السكر المنثوره ، وتذكر دوما ً أن الأم هي سُكر الحياة فهنيئاً لمن امتلأ صحنه بحنان أمه …
لمجد / الثالث من أيلول