دور القيادات التعليمية في رفع جودة التعليم

دور #القيادات_التعليمية في رفع #جودة_التعليم

#عبدالبصير_عيد

للعملية التعليمية مكونات أساسية، ويأتي المعلم على رأس هذه المكونات لما له من الأثر الكبير على جودة التعليم. وأما المكون الثاني وهو “القيادة التعليمية” التي يقلل بعض العاملين في القطاع التربوي من دورها في رفع جودة التعليم وأثره في التلاميذ، ربما لأن دور القيادة غير مباشر في ورفع جودة التعليم ودعمها ، فلو قلنا إن المعلم هو خط الدفاع الأول فإن القادة هم القوة الداعمة والعقل المدبر الذي يقف داعماً وضامناً لتحقيق أهداف المؤسسة التعليمية؛ فالقيادات التعليمية تقع على عاتقها المسؤولية الكبرى في متابعة سير العملية التعليمية بدأً من وضع الخطط والأهداف وتقديم الدعم والمساندة والوقوف على التحديات والتحفيز والتواصل وحتى التقييم وضمان الاستمرارية نحو النجاح.
لضمان الحصول على جودة عالية في أداء الطلبة لا بد أن يحدد القادة رؤية واضحة قابلة للتحقق لتكون بمثابة شعلة تلهم الجميع، وتحثهم على مواصلة الطريق قدماً نحو قطف ثمار جهودهم وتعبهم لبلوغ الهدف المنشود.
إن من أهم أوليات القيادات التعليمية تطوير أداء المعلمين من خلال توفير برامج تلبي احتياجاتهم ليكونوا قادرين على مواكبة التطور المستمر في مختلف المجالات منها: أساليب التدريس الحديثة ودمجها مع التكنولوجيا، مما يجعل المعلمين أكثر ثقة بأدائهم وأكثر حماسة لتنفيذ ممارسات تعليمية جديدة تمكنهم من تحقيق الرؤية والأهداف، وذلك يعد تأثير غير مباشر لرفع جودة التعليم، وهنا يأتي دور القيادات التعليمية ليقفوا على نقاط القوة ويطورها ونقاط الضعف ويعملوا على تحسينها. وبالتأكيد كلما كان المعلمون أكثر مهنية واحترافية، زادت قدرتهم على التعامل مع التحديات وتحويلها إلى فرص لرفع كفاءة التلاميذ وتحويل التعليم إلى مسرح للإبداع والابتكار.
يجب ألا تغفل القيادات التعليمية عن توفير بيئة عمل إيجابية وفاعلة بين الطلبة والمعلمين، تخلوا من الضغوطات والتوتر، فبيئة العمل الإيجابية تشجع القيم وثقافة التواصل الفعال والانتماء في بيئة يسودها الاحترام المتبادل، كل ذلك يقود إلى تعامل أكثر مهنية واحترافية يمكن الجميع – معلمين وطلبة وأولياء أمور وقادة – من تحقيق الأهداف على نحو سلس. ذلك من شأنه أن يمكن الطلبة من الارتقاء الحقيقي في التحصيل الأكاديمي، ويسهم في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية، ومهاراتهم الحياتية والفنية، وتنمية مهارات الابتكار والاستقلالية.
ومن أجل وصول الأهداف وبناء بيئة عمل إيجابية يحتاج القادة أن تكون أبوابهم مفتوحة. فالتواصل الفعال يساعد على تقريب وجهات النظر وسد الفجوات التي من شأنها الحيلولة دون جودة عالية في الأداء وتثبط تنمية المؤسسة التعليمية. وللحصول على النتائج المرجوة يلزم القادة أن يقتحموا الميدان واقفين على الحقائق والتحديات.
بالنظر إلى أهمية التواصل الفعال في تعزيز جودة التعليم، يتضح أنه كلما زادت درجة التعاون بين الأطراف، زاد الأثر الإيجابي في رفع جودة العملية التعليمية.
التفاني في العمل والإصرار والقدوة الحسنة من أهم السمات التي يجب أن تتسم بها القيادة التعليمية، ويستطيع القادة ضرب أمثلة عملية من خلال تقديم الدعم للمعلمين ومساندة الطلبة في الميدان، وبذلك يصبح القادة مثالاً يحتذى به من المعلمين والطلبة على حد سواء، كما أنهم بذلك يصبحون مصدراً لرفع الروح المعنوية والمساهمة في بناء الثقة بين مختلف أطياف العملية التعليمية.
مذكراً بأن التواصل بين القيادة التعليمية والمعلمين مبنية على الثقة المتبادلة، لما يعرف من أهميتها في بناء العلاقات، ولدورها في تمهيد الطريق نحو مزيد من الإنجاز وتبادل الخبرات والأفكار الإبداعية في بيئة عمل تسودها الإيجابية والأمان دون خوف من الفشل، إن هذه الثقة تتيح للمعلمين أن يقدموا أفضل ما لديهم، وليسارع المعلمون إلى تقديم أحدث الطرق المبتكرة من أجل ضمان تعليم يمتاز بالجودة العالية على كل المستويات والصُعد.

اعلان
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى