دوام المدارس قطعة من العذاب
عمر عياصرة
علاقتي مع اولادي في رمضان من ناحية الذهاب للمدرسة، يشبه الصراع واعلان حالة الطوارئ، حجتهم ان زملاءهم قرروا الغياب، وان المعلمين والمعلمات يوحون لهم بتبني استراتيجية «مش شرط تداوم».
حتى الآن العملية التدريسية فوضوية، غير منضبطة، واكاد اجزم انها تخالف من حيث «علاقة المنهاج بالتوقيتات» روزنامة التربية والتعليم المعلنة.
من المسؤول؟ سؤال غير مهم، هناك عوامل متعددة، منها المدرسة وقدرتها على ضبط طلابها، ومنها الاهالي وعلاقتهم بثقافة الدوام، وهناك اسباب متنوعة جزء منها سياسة التربية والتعليم.
الاهم ان نتعلم من كيسنا، ولا نسمح بمرور ما حدث مرور الكرام دون قراءة معمقة له، هناك اختلالات تتسرب للعملية التعليمية تحتاج الى معاينة ومكاشفة وحلول.
حالة السلق للمناهج، والغاء دروس، كل ذلك يطرح اسئلة عن رقابة الوزارة، وعن جودة قرارها بتقديم الامتحانات عن موعده المرسوم في الخطة السنوية.
هناك مشاكل بنيوية في العملية التعليمية كشفتها «فوضى رمضان»، وهذه تحتاج لخطط بعيدة المدى يعالج فيها معاني الوقت والمنهاج والانضباط وتراعى فيها قيمة المعرفة والعلم.
اما المخطط السنوي المرتبط بالروزنامة السنوية، فالاصل ان يراعي شهر رمضان، ويراعي سلوكيات الاردنيين تجاهه، فليس من العيب ان نضعه ضمن اعتبارات تلك الخطة ونجدول توقيتاتنا على مواعيده.
التربية والتعليم بدها غربلة في بلدنا، والوزارة مع نقابة المعلمين معنيون برصد كل الظواهر السلبية والعمل على ضرب البنية التحتية لها.
خذ مثلا انهماك الامهات في تدريس الابناء في الصفوف الاولى، هل هذا ظاهر صحية، ام انها عارض لإشكاليات اداء المدارس؟
ولك ان تراقب اكثر فتكتشف اننا نحتاج الى ثورة بيضاء في نظامنا التربوي لإخراجه من عثاره، او على اقل تقدير اعادته لصورته المشرقة في السبعينيات والثمانينيات.