دموعك يا علا !
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
دموعك يا #علا غالية جداً على #قلوب #الشعب_الاردني ، تلك الدموع تذكرنا بأمجاد كانت بالأمس ولم تعد موجودة اليوم، دموعك تعيدنا الى قرون مضت نتمنى العودة اليها عكس كل شعوب العالم التي تتطلع للمستقبل ، من منا لا يعرف قصة وامعتصاه ! قد يكون هذا الجيل الذي تم ويتم تجهيله وتغريبه عن هويته وعقيدته وتاريخه وقيمه الحضارية والإنسانية لا يعرف القصة التي حدثت عندما غزا الروم شمال الشام والجزيرة ونكلوا بأهلها وأسروا الكثير منهم وكانت بين الاسرى إمرأة صرخت بوجه أعدائها مستنجدة: وامعتصماه ! سخر منها الروم لكن ندائها بلغ الخليفة العباسي المعتصم فلبى ندائها وجهز جيشاً جراراً فتح عموريه وحرر تلك المرأة من سجنها ! قد تكون دموعك يا علا لاحت امام أعينهم لكنها لم تلامس فيهم نخوة المعتصم .
دموعك يا علا لن يفهمها الا من يحب الاردن وينتمي اليه ، أما اولئك اللصوص وتجار المخدرات وعصابات التهريب والمهرجون فلن تعني لهم شيئاً ، فالكل مشغول ومهموم بذاته ومكتسباته وزيادة ارصدته ، هولاء هم من ابكوك ! هم من افقروا وجوعوا وأذلوا وأهانوا شعباً بأكمله ولا زال المهرجون ينبشون بجيوب الشعب المثقوبه لسد عجز موازنتهم المثقوبة ليجلبوا لنا الايام الجميلة ! ليست دموعك لوحدك يا علا ! عشرات الالاف من الامهات والاباء يذرفون يومياً على فلذات اكبادهم الذين شابوا أمام أعينهم منتظرين فرصة عمل ! دموع تذرف على شباب انحرفوا في عالم المخدرات والإجرام بحثاً عن لقمة خبز ، دموع تُذرف على أجيال أُحبطت ويأست من حاضرها ومستقبلها ، أجيال فقدت أي بارقة أمل في قدوم الأيام الجميلة التي لن يأتي بها كذبة ومهرجوا النهج السياسي القائم .
دموعك يا علا لن يفهمها أصحاب الرواتب الفلكية والامتيازات الخيالية من أصحاب دولة العلاقات الاجتماعية ، كيف لأمرأة والدها رئيس وزراء واخوها رئيس وزراء وزوجها وزير وزوج بنتها وزير وحفيدها سفير وبنتها مرشحة وزيرة أن تفهم دموعك ! كيف لمن يسوق رجل ثمانيني الى دهاليز المعتقلات كان كل ذنبه أنه يحب الأردن ولم يحمل سلاحا ولا يرأس تنظيماً مسلحاً مُتهمًا إياه بتقويض نظام الحكم أن يفهم دموعك!
من يقوّض نظام الحكم هو الذي لم تهزه تلك الدموع التي ذرفتها علا، تلك الدموع قد تكون الجرس الأخير لمن يريد ان يسمع، فالاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في اوج ذروة الخطر، الإحباط واليأس والتذمر الشعبي في أشده ، من يحب الأردن ونظام حكمه ويريد له الخير والأمن والأمان عليه الاستعجال في معالجة كافة مواطن تقويضه “إصلاح سياسي حقيقي ، محاربة ومكافحة الفساد واللصوصية والتهريب والاتجار والاستثمار بالمخدرات ، معالجة آفة البطالة .. الخ” ، أما التغني اللفظي بالولاء والانتماء والانجازات الخرافية فهو لن يجر البلاد إلا إلى الهاوية، الولاء والانتماء الحقيقي هو محاربة كل ما من شأنه المس بهيبة الدولة وكرامة شعبها، فالوطن ليس أرض وجغرافيا وعدد السكان ! إنه الهيبة والسيادة وكرامة المواطن وعزته.