سواليف
تتابع #متحورات #فيروس #كوفيد19 تغيّرها مع مرور الوقت، ويلاحظ الخبراء أنّ معظم التغييرات لها تأثير طفيف على خصائص الفيروس، وبعضها من شأنه أن يجعل الفيروس أكثر انتشارًا أو أكثر ضراوة أو أكثر قدرة على التهرب من الجهاز المناعي لدى البشر.
فمنذ ظهور كوفيد 19، عرف العالم متحوّرات كثيرة لهذا الفيروس، صُنّف البعض منها على أنّه مثير للقلق، وذلك بسبب زيادة قدرة المتحوّر على الانتقال، تغيير في المظاهر السريرية للمرض، وانخفاض فاعلية #اللقاحات.
وأبرز هذه المتغيرات ألفا، بيتا، غاما، ودلتا، ومؤخرًا المتحوّر الذي اكتسح العالم #أوميكرون.
لكن، في السابع من يناير/ كانون الثاني الجاري، قال عالِم الأحياء الدقيقة في جزيرة قبرص الدكتور ليونديوس كوستريكيس إنّ فريقه اكتشف متحوّرًا جديدًا من فيروس كورونا، أطلق عليه ” #دلتاكرون “، بسبب تشابهه مع متحوّري أوميكرون ودلتا.
فماذا يخبّئ هذا المتحوّر للعالم؟ وهل ينضمّ دلتاكرون إلى غيره من متحوّرات كوفيد 19 المثيرة للقلق؟
ماذا نعرف عن “دلتاكرون”؟
يرى الأستاذ والباحث في البيولوجيا الجزيئية في الجامعة اللبنانية البروفسور نادر حسين أنّه ليس مفاجئًا الحديث عن متحوّرات جديدة كمتحوّر دلتاكرون أو غيره، مشيرًا إلى أنّ منظمة الصحة العالمية كانت قد صنّفت العديد من المتحوّرات بأنّها مثيرة للقلق أو الاهتمام.
ويلفت حسين في حديث إلى “العربي”، من بيروت، إلى أنّ “البيانات التي بين أيدينا محدودة حتى الآن وكلّ ما نعرفه هو أنّ هناك 25 إصابة سُجّلت في قبرص، وأنّ فكّ الشيفرة الجينية لهذا المتحوّر أظهر أنّ خلفيته الجينية تعود للمتحور دلتا مع بعض الطفرات التي رأيناها في المتحور أوميكرون”.
ويتحدّث عن وجود تباين في آراء العلماء في العالم حول دلتاكرون، إذ يعتبر البعض أنّه نتيجة خطأ مخبري أدّى إلى تلوّث في العيّنات، فيما يرى البعض الآخر أنه من الصعب تحديد أصل سلالة هذا المتحوّر بالنسبة إلى شجرة تطور السلالات.
ويشدّد على أنّه من المبكر جدًا تصنيف هذا المتحوّر بانتظار مزيد من البيانات والأدلة العلمية.
الإصابة السابقة واللقاح والمناعة
من جهة ثانية، يلفت الباحث في البيولوجيا الجزيئية إلى أنّ البيانات المخبرية أثبتت أنه حتى الآن هناك الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا سواء بالسلالة الأصلية التي ظهرت في ووهان وبالسلالات الفرعية كألفا وبيتا، أصيبوا مجدّدًا بسلالة أوميكرون.
ويوضح أنّ الإصابة السابقة تمنحنا جزءًا من المناعة لكنّها لا تمنحنا حماية كافية لعدم الإصابة بالمطلق، فالأمثلة كثيرة على أشخاص أصيبوا مرّة ومرّتين وثلاث مرات لكن العوارض التي نخشى منها كانت قليلة جدًا ولا تستدعي دخول المستشفيات.
إلا أنه يشير إلى أنّ الأرقام تثبت أنّ اللقاح يحمينا من العوارض شديدة الخطورة التي تستوجب دخول المستشفيات ويقلل نسبة الوفيات وهذا ما رأيناه مع المتحور أوميكرون.
ويضيف: “صحيح أن فاعلية اللقاحات انخفضت لكنها ما زالت تؤمّن حماية للملقّحين ولذلك يجري الحديث اليوم عن الجرعة المعزّزة التي أثبتت أنها ترفع نسبة الحماية إلى حدود 90%”.