دلالات فوز “كتلة التاجر” / عمر عياصرة

دلالات فوز “كتلة التاجر”

في لحظة لافتة، تمكنت كتلة التاجر الممثلة المنطقية للطبقة الوسطى اقتصاديا، ولصغار التجار اجرائيا، من تحقيق فوز كاسح في انتخابات غرفة تجارة عمان، بينما غاب عن المشهد الانتصاري كبار التجار المقربين من الحكومات.
خليل الحاج توفيق، فاز برئاسة الغرفة، ويعد الرجل من الشخصيات الشعبية الوطنية، غير المهادن، بل ازعم، انه حقق ذلك الانتصار بسبب مواقفه المنحازة لصغار التجار وهمومهم.
ايضا بين ثنايا النتيجة يظهر ذلك التحالف الجزئي بين الاسلاميين والمستقلين في قطاع التجارة، مما يعيد للواجهة قدرة التيار الاسلامي على مخاطبة الطبقة الوسطى وتحقيق اختراق معقول داخلها.
التغيير لافت ويقرأ بعناية، فهو في احسن تجلياته، يشكل تعبيرا واضحا عن تبدلات في مزاج التجار، كانت نتيجة للازمة الاقتصادية التي يعانون منها، حيث عجز كبار التجار “قادة الغرف السابقة” عن مواجهة ذلك.
الاطاحة بالاسماء والرموز التقليدية، يدل بوضوح على ثقافة احتجاجية عميقة بدأت تترسخ لدى شريحة التجار، ويدل على ضيق اقتصادي وازمة خانقة، كما انه يؤشر على بحث مستمر عن طوق نجاة.
من هنا سيقع على عاتق القيادة الجديدة للتجار في عمان مسؤولية ليست سهلة المنال، فحجم التوقعات التي جعلت التجار يختارون القيادة الجديدة ستكون تحديا وعبئا كبيرا.
لكني شخصيا اثق بقدرة “خليل الحاج توفيق” على لملمة جسد التيار وتوظيفه في الاشتباك الصحي مع قرارات الحكومة وتشريعاتها، فالرجل صلب وقريب من نبض التجار، كما انه شجاع في طرح البدائل.
الاهم، بتقديري، في انتخابات غرفة تجارة عمان، ونتائجها، انها تشكل دراسة استطلاعية تعلن بوضوح تذمر الطبقة الوسطى من الاوضاع الاقتصادية الحالية، ورغبتها في التغيير.
لذلك على الدولة فهم النتائج واستيعاب الرسالة، فالاسواق تتذمر وتحتج، والتجار عينة ممثلة صادقة عن الكل المجتمعي، بالتالي هناك جرس عميق الصوت اعلنته انتخابات تجار عمان، فهل من مستمع جيد في الدولة؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى