دقيقة على الإشارة الضوئية
وليد عليمات
ثمة #طفل يحمل #مناديل ورقية… توقيته مضبوط اكثر من #الإشارة #الضوئية ذاتها.. تشعر أنه من ينسق حركة ألوانها.. بالضبط حين تفتح أو تغلق تجده في المكان الصحيح.. يعرض بضاعته من على #الشبابيك المغلقة عل أحدها يفتح ليسأله جبر الخاطر.. تماما كما هم الكادحون في وطني يناظرون الشبابيك المغلقة.. وهم يختنقون.
ثمة #عجوز أشعث الشعر متعرق يحمل ربطة صحف ما عاد أحد يقرأ فيها.. يدور فيها بين السيارات..
هو يعلم أنه يبيع بضاعة كاسدة ما عاد احد يصدق ما فيها.. فكلها أخبار مستهلكة موزونة على ذات النغمة. فضلا عن أنها أصبحت قديمة.. وقد تكون مسروقة.
ثمة امرأة تمتهن التسول وقد غطت وجهها كي لا يراها من يعرفها أو كي تعطي نفسها شكلا خاصا من (ارحموا عزيز قوم ذل).. تحمل بين يديها رضيع لم يكبر منذ نصف عقد..
ثمة #بائع ورد رديء الثياب مغبر.. يروج بضاعته الجميلة للعاشقين ويركز في السيارات التي تظهر عليها آثار الرفاه والعز…
.
ثمة طفل آخر يحمل خرقة ينظف فيها زجاج السيارات لإجبارهم على دفع ما لا يريدون..
.
على يميني سائق تكسي يحمل معه في المقعد الخلفي سيدة شاردة بهاتفها فيما هو يحدق في المرآة.
على يساري سيدة بكامل أناقتها. تعانق مقود السيارة وكأنه سيهرب منها.
.
تفتح #الإشارة يقف الجميع على الرصيف استعدادا للانتقال إلى الإشارة المقابلة.
فيما تتعالى أصوات أبواق #السيارات.. فالجميع يريدون العبور باكرا
.
ما هذا الوطن الممتد بين الضوء الاخضر و الأحمر؟؟؟؟