” دفناه سوا …. ثقة ”
” دبوس غير اجتماعي ابدا ”
كم من رعايا هذه المزرعة قفز من شرفة الامل بعد ان تملكه اليأس من الحصول على حقوقه بعد ان ادى كامل واجباته …. ؟!!! ما اوصل هذا المواطن و غيره لمثل هذه الحالة المهينة من الاستجداء من الحكومة و النواب هو سياسات الحكومات المتعاقبة و تشريعات مجلس المسخرة …. و القادم اعظم و اكثر …. هل يعلم النواب كم هناك ممن قفزوا او يستعدون للقفز …. هل يعرف الرزاز كم من قتيبة حزم حقائبه او يبحث عن منفذ …. لا اعتقد انهم يعرفون او يكترثون …. ؟!!! لا أعلم هل أبكي و أشكي أم ألطم و أولول أم أشق ثوبي الوحيد لما آلت إليه الأحوال من الضحالة و الرخص …. فأصبح من افتقد الشرف و العفة ينظر علينا بالاستقامة و الالتزام …. بكل وقاحة و صلافة تفتقدها الساقطات .
كان لصديقين حمارا يعتمدان عليه في كل شئ و أي شئ …. كان لطيفا وديعا …. قويا مطيعا …. و كان خادمهما الذي احتل مكانته المميزة لدرجة انقرباه منهما و انزلاه منزلا كريما و أسمياه ” أبا صابر “. مرت الايام و جاءتهما بفقد العزيز الغالي … فدفناه بطريقة لائقة و بقيا حول مدفنه يبكيان بطريقة جعلت المارة و السيارة يعتقدون ان مات لا بد شخص عظيم الشأن… و كان ردهما على كل سائل بأن الفقيد هو ” أبو صابر ” و يذكران مناقبه في العمل المتقن…. لدرجة ان الناس فهموا ان ” ابا صابر ” رجل جليل أو صاحب كرامة …. فأقام الناس حول قبره مقاما عليا و انهالت التبرعات و المنح و الاعطيات طلبا للكرامات و المعجزات ….. فبات مزارا لمريض يائس …. يفك الاسحار و يحل المشاكل من كل شكل و لون … يؤمه الفقراء و يتبرك به الاغنياء…. تتبرك به العوانس و يرتجيه كل موهوم يائس….
بات الصديقان أصحاب منبر يروجان لكرامات ابي صابر و يدعوان الناس إليها فهي حل ل معضلة و فيها لهما خيرا كثيرا و استفادا من ” مكانة ابي صابر ” في مقامه الوهمي و يجمعان الاموال من الساذجين و المغرر بهم …. و بكل صلافة و وقاحة يتقاسمانها. الى ان اختلفا فيما بينهما على اقتسام الغنائم فاستشاط أحدهما غضبا بعد أن أخذته الحماسة و دعا “الشيخ ابا صابر” صاحب البركات ان ينتقم له و يقتص من رفيقه الذي غبنه حقه متناسيا ان كل ما يعرفانه هو وهم و كذب ….
انفجر صاحبه ضاحكا: أي شيخ وأي بركات ….. ؟! يبدو أنك نسيت الحمار ” أبو صابر “…. “ما احنا دافنينه سوا !!”.
نوابنا شرشحوا حكومة الرزاز …. و بعدين أعطونا ” الثقة”….
” دبوس عالثقة ”