عمان – جمال عياد – تعرض في العاشرة والنصف، من مساء الأثنين المقبل، في مسرح عمون في العبدلي، المسرحية الكوميدية «زنقة زنقة»، من تأليف عايد يانس، وإخراج مازن عجاوي، وبرعاية رئيس بلدية عمان الكبرى هيثم جوينات.
«الرأي» التقت مؤلف ومخرج المسرحية يانس، الذي اعتبرها رؤيا ساخرة للواقع العربي الجديد، وهي وجهة نظر للأحداث التي فرضت نفسها، كما وهي محاولة للإجابة عن سؤال لماذا هذه الثورات، وبخاصة أن الأمة العربية عظيمة، لكن حيوياتها تعطلت بفعل عوامل سياسية واجتماعية، ولكن شعوبها الان، تسعى لإعادة رسم خريطة نفسها، وتحاول المسرحية رصد القسمات الجديدة لمستقبلها، ونوه إلى ان أبطالها هم أنفسهم الشعوب العربية، ورائدهم محمد بوعزيزي، الشاب المثقف الذي ضيعه استبداد النظام العربي الرسمي.
عن النص الدرامي ونص العرض، قال: في نصي حاولت مخاطبة الواقع واستلهام التاريخ، غير البعيد، لكن كان للمخرج رأي آخر، بأن يبتعد عن التاريخ، كالمشهد الذي يحكي محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، من قبل الملك فارق الذي يمثل حالة من الظلم السياسي، من باب أن الأمة التي تريد صنع المستقبل، عليها أن تستلهم التاريخ.
المخرج عجاوي قال: أصور فيها الواقع الذي يعيشه الوطن العربي بشكل ساخر بدءا من تونس والثورة التي بدأها بو عزيزي، وانتقلت إلى عدة أقطار عربية، وغيرت وجه التاريخ، ومرورا بليبيا، التي مازال قائدها متمسكا بكرسيه، رغم كل الضغوطات، ووصولا إلى اليمن ومصر وسوريا، وانتهاء بالأردن التي عبرت فيها رؤيتي عن الأمن والأمان، الذي نعيشه على أرض الوطن والطريقة الحضارية التي تتعامل بها الشرطة ورجال الامن مع المواطنين سواء كانوا مؤيدين أم معارضين بشكل لم يسبق له حتى في أعظم دول العالم رقيا وحضارة.
عن ديكور المسرحية، قال انه عبارة عن خارطة في عمق المسرح، تصور الشرق الأوسط الحديث، كنتاج لتقسيم العالم الى اقسام جديدة؛ حيث صار السودان متعددا، وليبيا عدة اجزاء، وسوريا في طريقها للتجزئة، ورصدت المسرحية القدرة التي يمتلكها الشعب العربي الجبار، الذي استطاع ان يكسر حاجز الخوف، ويتمرد على ذلك الضغط الذي عاشه سنوات طويلة.
أما الرؤية الإخراجية، فقال: إنها تتمحور في تناول حال الوطن العربي بكوميديا ساخرة، ومستغلا الأغاني والأزياء الشعبية اللتين تتميز بها كل بلد، مظهرا خصوصية الأردن، لجهة الحرية في التعبير والديمقراطية التي قاربت طموح المواطن الإردني، والإصلاح الذي نطمح إليه، فهو اصلاح متواجد بالرغم من البطء الذي يسير فيه، ولكن هذه المطالبات يجب ان تكون بشكل حضاري بعيدا عن الفوضى.
وقال منتج المسرحية محمد ختاتنة، صاحب مسرح عمون، عن دوافعه لإنتاج هذه المسرحية: مانزال نسعى للإسهام في نهوض المسرح وترسيخ ثقافته، عبر هذه المسرحية الجديدة، والمختلفة عن غيرها من حيث أطروحاتها، وكل ذلك رغم العجز الذي نعيشه مسرحيا وثقافيا، فالأسرة الاردنية تفتقر إلى ثقافة المسرح، ومن هذا الواقع ننطلق في التواصل في انتاج المسرح، من كوننا المسرح الخاص الوحيد المتبقي، رغم ظروفنا العصيبة.
أداء الأدوار لعايد يانس، ونزار الشريف، ورنا سليمان، واحلام عبدالله، وكاترين الوسوف، وباسم خليل، وحمزة الحراسيس.
أ.ر