#درس_غزة …!
بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران
كانت أنفاسنا كما الملايين غيرنا تتسارع منتظرة ساعة توقف آلة القتل والدمار الإسرائيلية في غزة ولو مؤقتاً، لعل #شعب_غزة الكريم يلتقط أنفاسه لأول مرة منذ أكثر من عام، واليوم يعود أهل غزة بظهورهم إلى الوراء لأخذ نفس عميق، مستذكرين كل الآلام والتحديات والانتصارات والهزائم والأهوال التي مرت بهم، ناظرين حولهم إلى الدمار والخراب بعيون التحدي والإصرار على تعميره أفضل مما كان بإذن الله، لأنهم ببساطة شعب غزة الذين لم يعرفوا عبر تاريخهم طريقاً للاستسلام أو الخنوع أو العمالة!
واليوم من الضروري على الجميع بما فيهم هؤلاء الذين وقفوا للاحتلال وقدموا الغالي والنفيس في مقاومته ودحره عن أرضهم حتى آخر اللحظات التفكير بهدوء تام للاستفادة من درس غزة، والذي يحتاج لدراسة معمقة للاستفادة من كل سطر وربما كل حرف فيه.
ولعل أول سطور هذا الدرس وأكبرها كان للاحتلال بلا شك، والذي لم يترك وسيلة إجرامية إلا ونفذها للانتقام من شعب غزة، منتظراً خروج شعب مكسور مهزوم ليخرج له شعبها بعد كل ذلك بعزيمة وكبرياء وتحدي أكبر حتى مما كان قبل بداية الحرب، فلله دركم يا أهل غزة، وهو الدرس الذي يأبى الاحتلال وكل مجرميه فهمه عبر الزمن، ذلك لأن طغيانهم وإجرامهم جعلهم لا يسمعون ولا يرون إلا بعيونهم وآذانهم، وهو حقيقة أن أي حرب مع شعب غزة حرب لا طائل منها إن لم تكن هي الجنون بعينه.
والسطر الآخر من الدرس كان إظهار حقيقة معظم ما تسمى بمنظمات حقوق الإنسان والمعايير الإنسانية الدولية، والتي انكشفت معاييرها المزدوجة وعجزها أمام جرائم الاحتلال التي تنطق لهولها الجدران.
هذا عدا عن السطر الهام في درس غزة في ضرورة زرع غزة و #فلسطين في قلب كل طفل من أجيال المستقبل، خاصة أمام الحرب المتشعبة لطمس كل شيء يمت للقضية الفلسطينية بصلة.
وفي النهاية يبقى أجمل سطور درس غزة الذي أبهر كل أحرار العالم في #الإيمان و #الصمود و #التحدي الأسطوري من شعب لا يملك أدنى مقومات الحياة ومع ذلك يتمسك بكل معاني الكرامة والإباء والكبرياء حتى آخر أنفاسه ولأجل كل ذلك ستبقى غزة دائماً أكبر درس للاحتلال وكل أعوانه ولكل من عمل على كسرها وإخضاعها، تماماً كما ستبقى درساً ملهماً لكل أحرار العالم، وليبقى درس غزة يحمل بين طياته الكثير من السطور الأخرى التي ستحتاج الوقت الطويل لدراسة كل تفصيل فيها والاستفادة منه.
حفظكم الله يا أهل غزة الأبطال وجبر مصابكم ورحم شهداءكم وشافى مصابكم، ومعكم كل أهل فلسطين الأحرار، وجعل ابتسامة الفرح والسعادة تزين قلوبكم ووجوهكم على الدوام، وكفاكم شر الاحتلال وأعوانه وكل مخططات إجرامهم.