شهد صيف العام الجاري 2022، #موجات_حر_قاسية، أكدت ما تنبأت به أبحاث علمية حديثة، بتعرض #ملايين #البشر لخطر درجات الحرارة الأكثر ارتفاعا، في وقت أقرب مما توقعه العلماء.
كيف تأثر البشر بارتفاع درجات الحرارة؟
خلال صيف 2022، لقي أكثر من ألفي شخص حتفهم بسبب درجات الحرارة الشديدة وحرائق الغابات، التي اندلعت في البرتغال وإسبانيا، فيما تحطمت سجلات درجات الحرارة المرتفعة في إنجلترا واليابان
مع استمرار تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، يعمل #العلماء بسرعة لفهم حدود مرونة البشر في مواجهة درجات الحرارة القصوى.
دراسة صادرة عن جامعة ولاية بورتلاند الأميركية، أشارت إلى أن “تحمل #الإجهاد_الحراري لدى الأشخاص قد يكون أقل مما كان يُعتقد في السابق، وقد يتعرض ملايين الأشخاص لخطر الاستسلام لدرجات الحرارة المرتفعة قريبا جدا”.
“الأجسام قادرة على التأقلم البيولوجي لفترة من الزمن مع تغير درجات الحرارة، لكن نشهد اليوم تحولات مناخية بسرعة أكبر”، وفق ما أوضح الباحث في التخطيط البيئي والتكيف مع المناخ بجامعة ولاية بورتلاند في أوريغون، فيفيك شانداس.
في منتصف الطريق حتى عام 2022 فقط، اجتاحت موجات الحر العديد من البلدان، ووصلت في وقت مبكر من مارس الماضي إلى جنوب آسيا.
مناطق بالهند شهدت ارتفاعا بدرجة الحرارة، لتصل إلى 45 درجة مئوية، بينما في باكستان، ارتفعت درجات الحرارة المسجلة إلى 49.5 درجة.
إنذارات درجات الحرارة الشديدة انطلقت في أنحاء أوروبا بدءا من يونيو واستمرت حتى يوليو، مما أدى لتفاقم الجفاف وإشعال حرائق الغابات.
حسب الدراسة، فقد جلب شهر يونيو لليابان أسوأ موجة حر منذ بدء تسجيل الأرقام القياسية عام 1875، إذ بلغت 40.2 درجة مئوية.
المدن الساحلية الصينية الكبرى، من شنغهاي إلى تشنغدو، تعرضت لارتفاع الحرارة لما فوق 40 درجة مئوية.
في الولايات المتحدة، اجتاحت موجات حر الغرب الأوسط والجنوب والغرب في يونيو ويوليو.
توقعات العلماء
توقع العلماء منذ فترة طويلة أن #التغير_المناخي الذي يسببه الإنسان سيزيد من موجات الحرارة، وتوصلوا إلى أنه على المستوى العالمي ضاعف تعرض البشر للحرارة الشديدة ثلاث مرات من 1983 إلى 2016، لا سيما في جنوب آسيا.
تأثير الحرارة على الصحة
تؤثر الحرارة المرتفعة بالفعل بشكل متزايد على صحة الإنسان، ويمكن أن يتعرض إلى تشنجات حرارية وإنهاك حراري وضربة شمس، التي قد تكون قاتلة.
الجفاف يمكن أن يؤدي إلى أمراض الكلى والقلب، فضلا عن تسببه في زيادة العدوانية وتقليل القدرة على التركيز.
عالم المناخ في ولاية بنسلفانيا، والمؤلف المشارك بالدرسة، دانيال فيسيليو، قال: “لا يوجد جسد إنسان يعمل بكفاءة 100 بالمئة، إذ تختلف أحجام الأجسام والقدرة على التعرق والعمر والتأقلم مع المناخ الإقليمي، ومع ذلك، على مدار العقد الماضي، تم اعتبار أن 35 درجة مئوية هي النقطة التي لم يعد بإمكان البشر بعدها تنظيم درجات حرارة أجسامهم”.
لكن بحثا معمليا حديثا، أجراه فيسيليو وزملاؤه، أشار إلى أن “حد الإجهاد الحراري البشري أقل بكثير، حتى بالنسبة للشباب والبالغين الأصحاء”.
باحثون تابعوا الإجهاد الحراري في أكثر من 20 شخصا، تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، في ظل مجموعة متنوعة من المناخات الخاضعة للرصد والدراسة.
في سلسلة من التجارب، قام الفريق بتغيير ظروف الرطوبة ودرجة الحرارة داخل غرفة بيئية، وحافظ الفريق على درجة حرارة ثابتة مع تغيير الرطوبة، والعكس، وقاسوا درجات حرارة جلد الأشخاص ودرجات الحرارة الداخلية لأجسادهم.
الفريق قدّر أنه في الظروف الدافئة والرطبة، لم يكن الأشخاص الخاضعين للدراسة قادرين على تحمل الإجهاد الحراري عند درجات حرارة قريبة من 30 أو 31 درجة مئوية، وفي الظروف الحارة والجافة، كانت درجة الحرارة اللازمة للإجهاد الحراري أقل من ذلك، وتتراوح من 25 إلى 28 درجة مئوية، حسبما أفاد الباحثون في مجلة علم وظائف الأعضاء التطبيقية.
النتائج أشارت إلى أنه “إذا كان تحمل جسم الإنسان للإجهاد الحراري أقل بشكل عام مما أدركه العلماء، فقد يعني ذلك أن ملايين الأشخاص الآخرين سيتعرضون لخطر الحرارة الأكثر فتكا، في وقت أقرب مما يتوقعه العلماء.
عالم المناخ في جامعة ميامي لاري كالكستين، شدد على ضرورة “معالجة موجات الحر لمواجهة الكوارث الطبيعية، وتحسين قدرة المجتمعات على الصمود في مواجهتها مستقبلا”.