اكتشف #علماء_المناخ البريطانيون والأمريكيون أدلة على أن وتيرة فقدان #الجليد في #جنوب_ألاسكا ازدادت بنحو خمسة أضعاف في العقد الحالي مقارنة بأواخر السبعينيات من القرن الماضي.
وتقول بيثان ديفيس الأستاذة المشاركة بجامعة نيوكاسل البريطانية: “إن الطبقة الجليدية في ألاسكا تتأثر بشكل خاص بظاهرة الاحتباس الحراري لأن سطحها يتعرض بالكامل إلى درجات الحرارة المرتفعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطبيعة المسطحة لهذه الطبقة الجليدية تمنعها من التراجع إلى الجبال وإيجاد توازن جديد في درجات الحرارة، لذلك يمكن أن تؤدي هذه العملية مستقبلا إلى تراجع كبير لهذه الكتل الجليدية”.
وقد توصل العلماء إلى هذا الاستنتاج بعد دراستهم لحقل جليد جونو الكبير الواقع جنوب ألاسكا، الذي تبلغ مساحته حوالي 3.9 ألف كيلومتر مربع، ويتابع العلماء حالته منذ منتصف القرن الماضي.
وركز الباحثون اهتمامهم على كيفية تغير حالة الجليد على مدى العقود القليلة الماضية، حيث بدأ متوسط درجات #الحرارة في #القطب_الشمالي في الارتفاع بسرعة نتيجة لظاهرة #الاحتباس_الحراري. وقد اعتمد الباحثون في عملهم على المعلومات والبيانات التي جمعتها محطات الأرصاد الجوية في جونو وأجزاء أخرى من ألاسكا منذ عام 1941، كما رسموا خريطة لجليد جونو اعتمادا على الصور التي التقطت من الجو عامي 1948 و1979.
وقد أظهرت مقارنة هذه الخرائط بصور الأقمار الصناعية التي التقطت أعوام 1990-2019، أن مساحة وحجم جليد جونو كان يتناقص بمعدل ثابت حتى عام 1979، ولكنه تسارع بشكل حاد في العقود اللاحقة.
واتضح للباحثين أن مساحة هذه الكتلة الجليدية تقلصت في السنوات الأخيرة أسرع بنحو خمس مرات مقارنة بنهاية القرن العشرين، وأن حجم جليد جونو يتقلص أسرع بنحو ست مرات في السنوات الأخيرة (5.9 كيلومتر مكعب في السنة) مقارنة بالفترة التي سبقت عام 1979 (0.65 كيلومتر مكعب في السنة). وبدأت هذه المؤشرات ترتفع بسرعة أكبر خاصة بعد عام 2005، وهو ما يعكس الطبيعة العامة لتغير المناخ في القطب الشمالي.
ووفقا للباحثين، تبدد هذه النتائج الاعتقاد السائد أن تقلص جليد جونو لن يبدأ قبل نهاية القرن الواحد والعشرين، لذلك يجب أخذها بالاعتبار عند تقييم التغيرات الحاصلة في القطب الشمالي مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة على الأرض.