دخان … وزعوط

دخان … وزعوط

رائد عبدالرحمن حجازي
أبو عطية بعد تفكير متعمق لِما وصلت إليه حالته من شُح في موارد الدخل وزيادة #المصروفات والمدفوعات الشهرية وتهالك راتبه المشحتف . قرر بأن يقوم بإعادة النظر في بنود المصروفات #المنزلية .
إذا بدكوا الصحيح في البداية خطط لذلك بمفرده دون أن يُعلم أي شخص من أفراد العائلة وذلك خوفاً من القيل والقال وكثرة السؤال ، لكنه تراجع عن ذلك لعدة أسباب أهمها الهجوم الكاسح الذي سيُشن ضده من أم العيال في حال علمت بأن مصروفها سيتقلص للنصف أو أكثر , ناهيكم عن مساندتها من قوات الردع والمتمثلة بالأبناء والبنات . لذلك عَدلَ عن اتخاذ هذه الخطوة الإنفرادية , وقرر إشراك أم العيال بخطته وكسبها لصفه مهما كانت النتائج .
في صبيحة اليوم التالي وبعد ذهاب الأولاد للجامعة والمدارس وأثناء تناولهما #قهوة #الصباح دار بينهما الحوار الآتي :-
أبو عطية : في موال براسي بدي أغنيه
أم عطية : خير يا طير على هالصبحيات هات تا نشوف غرّد وسمعني !
أبو عطية : شايفة يا مرة الغلا كل ماله قاعد بزيد و #الراتب مثل ما هو ومصاريفنا كل يوم عن يوم بتزيد
أم عطية : وشّو بنفس الظيف
أبو عطية : لا تخافيش انتي حُصتش محفوظة ومش رح أقرب على خرجيتش , بالعكس بجوز يلحقتش أتشمن قرش زيادة
أم عطية : شلون بده يلحقني زيادة وأنت قاعد بطنطن على الغلا والمصاريف ؟
أبو عطية : ها … ها , لدّي عليّ . شو رأيتش نخفف #مصروف #الأولاد للنص وبهيتش بنوفر قرشين املاح وإذا ساعدتيني على هالقواريط رح أزيدلتش خرجيتش ، ها وشّو قلتي ؟
أم عطية : اممممممم طيب وشلون بدك تخفف مصروفهم للنص ؟
أبو عطية: هاي بسيطة الليلة بالسهرة واحنا مجتمعين سوا أنا بصير أتظجور وأتشكون من الغلا والمصاريف قدامهم وانتي بتصيري اتقنيلي واتهويلي , ويومنتش تشوفي قلبهم رق وحن بتحتشيلي قدامهم بالحرف الواحد ( الله يكون بعونك يا أبو عطية والله إنك صادق هالدنيا كل مالها قاعدة بتغلى و #الأسعار بالعلالي ).
أم عطية : طيب وبعدين ؟
أبو عطية : لا بعدين ولا قبلين , أنا متأكد رح يشفقوا عليّ وساعتها بنسولف عن مصروفهم .
في المساء سارت الأمور كما هو مخطط لها من قِبل أبو عطية وأم عطية وكلما شكى أبو عطية من الغلاء كانت أم عطية تؤيده وتعزز كلامه لدرجة أنها صارت تبكي على حال أبو عطية . لكن ابنهما الأكبر (عطية) قاطع حوارهما قائلاً : ئي ! شكلكوا الليلة بدكوا تقلبولنا التعليلة فلم هندي ! فردت عليه أم عطية وهي تمسح دموعها وقالت له : ولك هاظ بدال ما تساعدوا أبوكوا وتحسوا بيه ! لكن عطية خربط دوزان القعدة من أولها لآخرها عندما قال : بدال ما أنتوا قالبينها هم وغم خلّي حظرته يبطّل #الدخان و #الزعوط .

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى