دخان عوني مطيع وسيكولوجية المسؤول ! / بسام الياسين

دخان عوني مطيع وسيكولوجية المسؤول !

{{{ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين،يغشى الناس هذا عذاب اليم / سورة الدخان }}}.قال المفسرون :ـ دخان يخرج آخر الزمان،هو من علامات الساعة.

في علم الحرمنة كما يقول العارفون بدهاليزها و دهلزتها،يقف خلف عمليات التهرب الضريبي وتهريب البضائع،وهرب الحرامية خارج الحدود،كتيبة من المرتشين تُسهّل امور الفاسد في الدوائر،وتُلبسه طاقية الاخفاء في الداخل،وتحميه قبل وقوعه بقبضة العدالة بتهريبه على بساط ريح لا تلتقطه شاشات المراقبة.فالفاسد يمتلك حصانة ضد المُساءلة،ومظلة تقيه المحاسبة.لانه فوق القانون،و يتحرك تحت ” قبة نخبوية من علية القوم” غير قابلة للاختراق.لذا،فان قضية الدخان،ان دلَّت على شيء،فانها تدل على هشاشة،الاجهزة،ضعف المواطنة،انحسار الولاء الى ما فوق الركبة حتى العورة،ما يشكل خطورة على الدولة تجاوزت المحظورات،دون ان نسمع صافرة تنبيه لوجود جريمة فساد كبرى.السبب يعود ـ برأيي ـ للمرحلة العرفية المستبدة التي اجبرت الناس على الولاء للسلطة لا الى الوطن،ما ساهم في ” قلقلة” الشخصية الوطنية.

الفساد بات عندنا،مشهد موسمي.ما يثير الفزع انه يتعملق و يتعمق.و يكشف سر التلازم بين اهل النخبة والثروة.تفكيك هذه الاحجية وكشف عوالمها السفلية،لا يحتاج الى عناء،ولا الى معارك نيابية او دائرة مكافحة فساد وهيئة نزاهة “. الامر بات على بلاطة “،بعد ان وصلت ثقافة تسليع الضمير الى الطبقات كافة و صار الفساد فهلوة.خاصة ان المؤسسات المعنية يقبض على اعنتها وصوليون،نفعيون،.فساد يُفرّخ ازمات صحة،تعليم ،نقل، اسكان وغيرها من مشكلات،تولّد الغاماً متفجرة.

فساد النخبة وصل للنخاع،ولا يمكن ان نهزمه الا بثورة بيضاء و اعادة بناء الانسان،كما قال اخي مصطفى العواملة في تعليق له :ـ ” بني الصينيون سورهم العظيم لحماية وطنهم،لكنه تعرض للغزو ثلاث مرات،لم تكن جحافل الغزاة بحاجة الى اختراق السور او تسلقه بل كانوا يرشون حراس بواباته للدخول.مشكلة الصينيون آنذاك،تركيزهم على بناء السور ونسيان بناء اخلاق حراسه”. اذاً، بناء الانسان وتسليحه بالانتماء هو الاهم،لكن الطبقة النخبوية التي تسرق وطنها، تنظر للدولة كأنها مغارة علي بابا..هؤلاء ليسوا منا لانهم لا يعرفون اوجاعنا،لا يدركون معاناتنا عند دفع فاتورة او تأمين وجبة،و لا يعرفون حجم الشقاء خلف الابواب المغلقة،للاسر العفيفة الذي تعيش على شفا جُرفٍ هارٍ.

فقة الرشوة في ادبيات النخبويين لم تعد جريمة مُذلة بنظرهم،بل اصبحت شطارة ،خفة يد،مهارة،كأنهم في سيرك هندي يلعبون بالبيضة والحجر،وقد غاب عنهم قول الصادق الامين ” لا دين لمن لا امانة له “.بمعنى ان الموظف الامين النظيف ،يُعطي المواطن شعوراً بالامن،لثقته ان حقوقه في ايدٍ امينة،عكس المرتشي الذي يخشون منه ان يُضيّعَ البلد.

في قرآءة لملامح عوني مطيع ذي الخدود المكتنزة و اللغاليغ المتدلية من رقبته كديك حبش يقف على معلف،تُصاب بالصدمة كيف وصل هذا الاخرق لكل هذا ؟!.فلا احد يتخيل ان ” هلفوتاً ” على شاكلة عوني، تدين له الرقاب ويتخطى الصفوف. اللعين اخترق المؤسسات،استباح المطارات كأنها ” مزرعة فالتة ” دون ان يلفت الانتباه او يثير الشك.و امعاناً بالعهر والكفر غير اسمه،ما يؤكد ان كلمته لا ترد حتى بدا القوم عاجزين عن مقاومة سحره او انه وضع قشة في عيونهم تحجب القشة ؟!.

ملامحه البلهاء، تشي بانه أَكول شره، و نؤوم حتى ساعات الظهيرة. اقصى ما تُخمنّه عن شخصيته،انه شيف مطعم ” للكوراع “،لكنك تتعجب كيف بنى امبرطورية كرتونية على اعمدة من دخان،مع انه لم يصل الى مكر راسبوتين ونظراته النفاذة التي تمغنط من يقع في مجالها،فاستطاع بتلك المقومات اختراق المجتمع المخملي الروسي حتى صار مقدساً وطلباته اوامر ، ولا هو بدهاء الجاسوس اليهودي كوهين الذي اخترق الهرم السياسي السوري،وتمكن من بناء ” شبكة علاقات خطيرة مع كبار المسؤولين “.تُرى ما هي كلمة السر عند عوني وكيف طوعّ كل من حوله؟ وما هي قدرته الاعجازية للاطاحة بـ ” 66 ” شخصية وشركة والبقية تأتي، كما قالت محكمة امن الدولة.

ـ قضية الدخان هزت الشارع الاردني ،الا ان ابطالها الكبار و اسرارها الحساسة لم تزل دفينة.المواطنون يتساءلون:ـ من هم الكبار الذين كانوا يديرون الشبكة، وكيف هربّوا مطيع ” الشاهد الملك ” تماماً كسيناريو احمد الجلبي سارق بنك البترا الذي ذهبت امواله عند ” عمك طحنا ” ؟!.

ـ ما سر الصمت المريب طوال هذه المدة الطويلة.ولِمَ لم يخرج من حاشيته رجل رشيد يفسد عليه فساده ؟!.

ـ كيف استطاع تجنيد الرموز وتحويلها لمطايا،واستلابهم و تجريدهم من كراماتهم بتعليقهم على مشانق الفضيحة ؟! .

ـ مسرحية ” دخان عوني” ثمرة قبضة رخوة،اعلام خائب،مجلس نيابي غائب،تعليم خرب بلا تربية وطنية ينتمي للقرون الوسطى.عوامل ادت للفساد،الفوضى،الجريمة،التدهور القيمي .ـ العبرة منها،ان الفراعنة تألهوا لان الناس طأطأت رؤوسها،ولم يجدوا بين الجموع ـ اخو اخته ـ يقول لهم إستحوا ايها النخبة…فضحتونا امام الدنيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى