دانة عربيات .. باحثة صغيرة تحول حلمها بالفلك لإنجازات علمية وجوائز عالمية

سواليف

حب الفلك.. التفوق العلمي.. الامتثال بالقدوة.. الثقة بالنفس.. جميعها صفات أهلت الطالبة دانة عربيات ابنة السبعة عشر عاما، لتحقيق العديد من الإنجازات العلمية؛ حيث حصدت المراكز الأولى في المسابقات العالمية، وأصبح لها الآن مشاريع تبحث بالأمور الفلكية.
التقت “الغد” مع الباحثة الصغيرة، دانة عربيات، بعد أن تفوقت وحصلت على معدل 91.5 في الثانوية العامة؛ حيث استطاعت المواءمة بين أبحاثها ونشاطاتها ودراسة المواد المقررة في الامتحانات.
شاركت عربيات بمسابقة “إنتل” العالمية في ولاية بنسلفانيا في أميركا العام 2015، وصممت قمرا صناعيا يجمع الحطام المداري الذي يشكل خطرا على الأقمار الصناعية الأخرى وخطرا في سقوطه على الأرض بمشروع في مجال “aerospace engineering” اسمه “Space Debris Gripper”.
كما شاركت هذا العام بمسابقة “إنتل” العالمية في لوس أنجلوس بمشروع فيزيائي فلكي، وحققت واحدا من أكبر أحلامها بحصولها على جائزة خاصة من وكالة ناسا الفضائية الأميركية بمشروع أشرف عليه الدكتور أسعد راجي سخل، والدكتور عمار السكجي، وهو درع الليزر: طريقة جديدة لحصر المواد التي تنتقل بالفضاء بسرعات هائلة، والذي يحل إحدى مشاكل المشروع المقترح لأحد أهم علماء الفيزياء ستيفن هوكينغ.
وشاركت أيضا بمسابقة “INSPO” في تركيا وحصلت على المركز الثالث في الهندسة على مستوى الدول المشاركة.
أصبحت عربيات عضوا في الجمعية الفلكية الأردنية، وقد شاركت بمؤتمرات للفلك والبيئة أكثر من مرة.
بدأ اهتمام الباحثة عربيات بالفلك منذ الصغر، من خلال رسوماتها للمركبات الفضائية، ورواد الفضاء، مما دفع ذويها ومعلماتها إلى الانتباه لموهبتها في الرسم وتركيزها الخاص على علم الفلك دون غيره.
التحقت عربيات بمركز “العبقري الصغير” بتشجيع من عائلتها، وأحبت ما تعلمته وأجادت تطبيقه في الأرقام، مؤكدة ذلك بحصولها على المركز الأول في مسابقات الحساب الذهني.
وللتعرف عن تسلسل هذه الإنجازات، تقول عربيات: “منذ الصغر هوايتي الأكبر هي الرسم، وأيضا أحب العزف على البيانو كما أجيد الغناء، وشاركت في مسابقات الروبوت والرياضيات، إلى جانب مشاركتي بمسابقات للغة العربية والشعر وحصدت جوائز على مستوى مدرستي ومدارس أخرى في المملكة”.
تخرجت عربيات من مركز “العبقري الصغير للحساب الذهني” وهي بالصف الثامن الإعدادي، وبعد أربع سنوات قضتها بالمركز، تغيرت حياتها، وفق قولها، فقد زادت ثقتها بنفسها كثيرا، وفازت بالمراكز الأولى في المسابقات، كما قامت “قناة الجزيرة” باستضافتها بحلقة خاصة ضمن برنامج “هذه قصتي” للحديث عن هذه المسابقات.
وتضيف “بدأت بعدها أشارك بمسابقات الروبوت first lego league، وتنقلت بين أكثر من فريق، آخر هذه الفرق كان bright engineers، وشاركت بالبطولات العربية مع الفريق، وحصدنا جوائز عديدة طوال السنوات الخمس التي شاركنا بها في هذه المسابقات”.
ربحت عربيات جائزة “top new student” من تطبيق “goodwall”، وهي أول شخص عربي يأخذ هذه الجائزة، كما قدمت امتحان الآيلتس للغة الإنجليزية وحصلت على نسبة 7.0.
لتعزيز معرفتها أيضا، التحقت عربيات بمركز زها ومركز “bright engineers” وتلقت برامج عديدة.
أنهت عربيات مرحلة الثانوية العامة بتفوق، وتطمح إلى دراسة تخصص “aerospace engineering”، وقدمت للعديد من الجامعات خارج المملكة، كون هذا التخصص غير متوفر، وتم قبولها بالعديد من الجامعات المرموقة في بريطانيا منها جامعة Bristol، وهي تبحث عن منح لتستطيع تغطية تكاليف دراستها لهذا التخصص ليمكنها من تحقيق الحلم.
تبين عربيات، أنها كانت تقتنص أوقات الفراغ لديها في المدرسة، لإجراء التجارب في المختبر لبحثها القائم مع وكالة ناسا، كما تؤكد أن الباحث يجب أن يقرأ ويبحث ويتابع آخر المستجدات حول ما يهتم به، ويبدأ من حيث انتهى الآخرون، إما أن يطور أو يضيف شيئا جديدا.
شخصية ومعرفة عربيات أهلتاها لأن تحاضر بالعديد من الطلبة في المدرسة والجامعات؛ حيث حرصت على تعليمهم كيف يمكنهم اكتشاف موهبتهم وميولهم بأنفسهم ومن ثم العمل على تطوير هذه الموهبة والإبداع فيها.
تؤكد عربيات بقولها: “يجب أن يكون لكل شخص حلم وقدوة يحتذي بها من بيئته ومجتمعه، وحلمي إيصال فكرة أن الفتاة تستطيع تحقيق ما يحققه الشاب، ولا يمنعها شيء من عمل مشاريع والمشاركة بالمسابقات العالمية، حتى وإن كان بمجال الفضاء والفلك، يجب أن يكون تفكيرنا واسعا ونتخطى الصعوبات التي تواجهنا، والتصدي لكل من يعرقل أحلامنا لنصل للحلم والمراد”.
وتضيف “حلمي منذ كنت صغيرة أن أصل إلى الفضاء، ولن أتخلى عنه، وسأعمل جاهدة على تحقيقه، وأطمح لأن يكون لدي مشروع على مستوى الأردن، فمن الممكن توحيد الجهود وعمل مركز فلكي على مستوى العالم”.
وتتمنى من جميع الفتيات والشباب في الأردن والوطن العربي التمسك بطموحهم وأحلامهم وتحقيقها “كل شيء تحبه تبدع به”، وفق عربيات.
يقول والد دانة عربيات: “اكتشفت ووالدتها موهبة الرسم لدى ابنتنا وهي صغيرة، ووجهنا موهبتها هذه للمشاركة في النشاطات المدرسية والمراكز التي التحقت بها؛ حيث نتقاسم الجهد فيما بيننا، فنحن الاثنان لدينا عملنا والتزاماتنا الأخرى”.
ويضيف: “لكل من أشقاء دانة موهبة مغايرة عن الآخر، فشقيقها الأكبر التحق بأحد المراكز وحظي بلقب أصغر رجل أعمال، ولدينا ابنة مبدعة في رياضة الجمباز، نحن نعمل على تشجيع أي موهبة يفضلها أبناؤنا”.
ويؤكد بقوله: “كل ما نحتاجه هو البحث وتشجيع الأبناء على خوض التجارب، وهنا أتوجه بالشكر للعديد من المؤسسات المحلية التي كان لها دور بارز في مشاركة ابنتي في المسابقات العالمية ودعمها”.

الغد

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى