دافوس بطعم السياسة / عمر عياصرة

دافوس بطعم السياسة

للمرة العاشرة ينعقد في البحر الميت، منتدى الاقتصاد العالمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا، بمشاركة اكثر من الف شخصية يمثلون خمسين دولة من قادة الفكر والاقتصاد والسياسة.
لن اناقش دافوس من جهة اقتصادية، ولن اتحدث عن جدواه بعد كلاشيه مكرر لعشر مرات، فسؤال ماذا استفدنا وماذا نستفيد، تجيب عنه حالتنا الاقتصادية المتراجعة بعد كل عام من دافوس.
الملك تحدث في المؤتمر، كان واضحا في رسالته، فالقصة الفلسطينية والقدس والممارسات الاسرائلية كان لها وزنها في توظيف المناسبة والمؤتمر والكلمة.
لفت نظرنا جميعا، ما قاله وزير الخارجية العماني، يوسف بن علوي، حين تحدث عن ضرورة طمأنة اسرائيل كي تندمج في المنطقة.
واللافت الاهم، كان في رد وزير خارجيتنا، ايمن الصفدي الغاضب، وهنا، يظهر تحسس الاردن من اقبال الاشقاء في الخليج على قلب المبادرة العربية على رأسها من خلال التطبيع قبل كل شيء.
دافوس الاخير في البحر الميت اثبت ان الاردن مستمر في اشتباكه المصيري مع ملف احتمالات تصفية القضية الفلسطينية، ولا يترك شاردة ولا واردة الا ويستثمرها في هذا السياق.
المنتدى العالمي يوفر مظلة دولية واسعة لاطلاع الاعلاميين والسياسيين وقادة الفكر والرأي، كما الاقتصاديين على موقفنا ومخاوفنا وصواب رأينا.
من هنا كانت الفرصة ماثلة وجيدة للحديث عن التجاوزات الاسرائيلية وعن الدولة الفلسطينية «حل الدولتين»، وعن مخاطر الانزلاق في خطط قد تفجر المنطقة وتعيدها لمناطات الصراع والفوضى.
الرئيس الوحيد الذي حضر المنتدى كان محمود عباس، وفي حضوره شق سياسي اكثر منه اقتصادي، فالاردن والسلطة يتعرضان لذات الضغوط ويحتاجان لبعضهما اكثر من اي وقت مضى.
نعم دافوس، منتدى اقتصادي بطبيعته وبنيته، الا ان السياسية تبقى حاضرة، ومن خلال ما جاء في الخطاب الاردني، أستطيع القول اننا لا زلنا مشتبكين وقلقين تجاه الملف الفلسطيني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى