"دافش"

nbsp;

الاثنين 24-10-2011

اقتصاديون ،مستثمرون ،ساسة،صناع قرار ، صناع فرار ايضاَ، غرف إعلامية ،مراكز بث، فلاشات فضية تبرق على الوجوه الضاحكة ، والناطقة ، والساعلة، باجات تتدلى على الصدور،لقاءات ثنائية هنا، خلوات اقتصادية يقوم بها عرّابون مختصون هناك ، تنانير قصيرة وضيقة، nbsp;دخان في المخارج وفي الردهات ، صليل المعالق والصحون والكؤوس في المطاعم الرئيسية ، قفشات ثقيلة الدم تطلق من كبار المسؤولين يضحك عليها فقط ثقال الدم، عصائر ملونة وطازجة لفواكه لم يحن موسمها بعد..وعود كبيرة ،مشاريع مستقبلية ، نظرات ثاقبة ،هز الرؤوس بالتوافق على ضرورة الشراكة، توصيات تحمل nbsp;استراتيجيات وبرامج اقتصادية يضعها علية القوم …لينقذوا الفقراء والمعدمين من فقرهم وعدمهم ، لأنهم الهم الأكبر الذي يؤرّقهم nbsp;كما يدّعون nbsp;، ولولا وجود الفقر والحاجة الى التنمية وحياة الأخوة لم يأتوا من أصقاع الدنيا ليضعوا بين ايدينا رؤاهم وخبراتهم ..

nbsp;

مقالات ذات صلة

وقت الغروب وعندما تغطس الشمس في الماء الأزرق المالح مثل قدم عاملٍnbsp; متعب، تقفل الغرف، تجر الحقائب ذات العجلات ، تسلم مفاتيح الاجنحة الى الرسيبشن، يترك بغشيش محرز لـ الروم سيرفيس..تأخذهم السيارات السوداء اللامعة الطويلة الى مطاراتهم وقصورهم ..

في أول الليل ، تخلو أجنحة الفنادق تماماً من الشخصيات الكبيرة والرؤوس الفهمانة ، ويبقى صوت المكانس الكهربائية تعمل وحيدة في الممرات وتحت الاسرّة.. يتسلل المعدمون والفقراء الى حاويات الفنادق بكل فرح..ينبشونها ، يجمعون حبة تفاحة مأكول طرفها..سيجارة مدخّن نصفها..علبة كولا شبة ممتلئة..ستيك بارد، سمكة كاملة بعينين ذابلتين ، معجنات منوعة، كتف ضأن لم يعرف صاحبها من اين تؤكل فتركها..خيرات كثيرة كثيرة..حتى ورق المحارم المعقّم تركوه للفقراء..يركض رب الاسرة بفضلات الطعام مسرعاً بها كفريسة يفردها امام الروؤس الصغيرة ، والأفواه الجائعة ، تشبعnbsp; nbsp;العائلة كل العائلة، فيدعون بصوت واحد nbsp;للمجتمعين بطول العمر والاتفاق ، فيهتز سقف الزينكو الذي يأويهم بفعل ريح تشرينية مسالمة..يحمد الفقير الله على نعمة المؤتمرات ، ثم ينام بين ابنائه العشرة وهو يُدافِش..مبتهجاً بخيرات دافِس..

nbsp;

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.comnbsp;

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى