سواليف
دعا المتحدث باسم تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، الأحد 22 أبريل/نيسان 2018، في أول بيان له منذ 10 أشهر إلى شن هجمات عنيفة ضد الدول العربية المجاورة، وهو ما قد يشير إلى أن تركيز التنظيم يتحول إلى الأماكن القريبة من الوطن.
وترى صحيفة The New York Times الأميركية أن هذه التصريحات تُمثل اختلافاً عن النهج الذي اتبعه المتحدث الرسمي باسم تنظيم داعش، أبو حسن المهاجر، في آخر بيان أصدره والذي حرض فيه على شن هجمات ضد أوروبا وأميركا الشمالية، كما يأتي ذلك في الوقت الذي تتقلص فيه مساحة المناطق الرئيسية التي سيطر عليها التنظيم بعد أن فقدها جميعاً، ما عدا 3 % من المساحة التي شغلها في العراق وسوريا.
داعش يريد أن يوجه مقاتليه هجماتهم تجاه الدول العربية
المُتحدث باسم التنظيم دعا في تسجيل صوتي مدته ساعة تقريباً، نشر في غرف المحادثة الخاصة بالتنظيم في تطبيق Telegram، المقاتلين إلى إعادة توجيه غضبهم تجاه قادة الدول العربية في المنطقة، الذين وصفهم بـ “المرتدين” عن الدين.
وقال المتحدث إنه لا يوجد “فرق” بين قتال زعماء السعودية ومصر وإيران والفلسطينيين، “وحلفائهم الأميركيين الصليبيين أو الروس أو الأوروبيين”.
وقال إنهم يستحقون أن يعاملوا بقسوة أكبر “لأنهم عرب – من بني جلدتنا – وأكثر ضراوةً وشراسةً على الإسلام”.
في خطابه الأخير، الذي صدر في شهر يونيو/حزيران عام 2017، أشار المُتحدث إلى المعارك الشهيرة التي دارت في أوائل التاريخ الإسلامي والتي انتصر فيها المسلمون على الرغم من قلة عددهم، ودعا إلى شن هجمات على طريقة الذئب المنفرد في أوروبا، وكذلك روسيا.
اقتبس التسجيل الذي صدر في شهر يونيو/حزيران، الكثير من البيان الذي صدر من قِبل المُتحدث الرسمي الأصلي باسم التنظيم، أبو محمد العدناني، في عام 2014 – وهو العام الذي تحول فيه تنظيم الدولة من مجرد تهديد إقليمي إلى تهديد عالمي.
واستشهد المهاجمون في جميع أنحاء العالم باستمرار ببيان عام 2014 باعتباره مبرراً لأعمال العنف التي ارتكبوها بما في ذلك في الوصايا المرئية المسجلة التي خلفها الانتحاريون الذين فجروا أنفسهم في ملعب وقاعة للحفلات الموسيقية في باريس عام 2015.
ويبدو الآن أن أرضية التنظيم قد تقلصت وشرع في العودة إلى جذوره بوصفه تمرداً إقليمياً، بحسب الصحيفة الأميركية.
قال حسن حسن، وهو زميل مقيم في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط Tahrir Institute for Middle East Policy، إن الخطاب يتماشى مع التطور الذي شهده التنظيم في الآونة الأخيرة.
وقال في مجموعة من التغريدات “إنه ينسجم تماماً مع التحركات الأخيرة لتنظيم داعش، التي تنطوي على التوجه نحو الداخل بشكل أكبر”.
الانتخابات العراقية هدف مشروع للتنظيم
واستشهَدَ المهاجر في البيان الصوتي الأخير الذي أدلى به بنصوص من التقليد الوهابي المتشدد لإيجاد مبررات روحية لقتل المزيد من المسلمين – وليس الشيعة فقط، بل أيضاً السنة الذين يدعي تنظيم داعش أنه يمثلهم.
وركز بشكل خاص على الانتخابات البرلمانية العراقية المقرر إجراؤها في 12 من شهر مايو/أيار المقبل، ووصف أي شخص يتعاون مع الحكومة العراقية بأنه هدف مشروع.
وقال “إن مراكز الاقتراع ومن في داخلها هم أهداف لسيوفنا”. وأضاف “لذلك ابتعد عنهم ولا تمش بالقرب منهم”. في الوقت نفسه، سخر المتحدث باسم تنظيم الدولة من الولايات المتحدة، معنفاً الرئيس ترامب.
وبدون ذكر اسمه مباشرةً، قال المهاجر إن أميركا فقدت نفوذها في ظل الإدارة الحالية.
وأردف قائلاً “انظروا لأنفسكم، أيها الفساق، لقد أصبتم بالارتباك وعانيتم من الخسارة، وتشتت أهدافكم.
أنتم الآن مضطرون للتوسل والخضوع إلى رغبات أعدائكم المفترضين”، في إشارة واضحة إلى روسيا.
عربي بوست