خونة..عملاء..مرتزقة / م . عبدالكريم أبو زنيمة

خونة..عملاء..مرتزقة
بهذهِ الأوصاف نعت الرّئيس السّوداني شعبه الذي خرج للشارعِ للتعبير عن نفاذ صبره من السّياسات الحكومية التي أوصلته الى المجاعة والضياع، بهذه الأوصاف وغيرها، تُنعت أية حركة إحتجاجية شعبوية في أية رقعة على الجغرافيا العربية من قبل الحكام اذا ما خرجت للتعبير عن سخطها وسئمها من السّياسات الفاشلة للأنظمة العربية الحاكمة ، فعلى مدى أكثر من ثمانين عاماً والشعوب العربية مُستعبدة ومضطهدة ومسلوبة الإرداة والحكام بأمر الله يتفننون في قمع شعوبهم وتجويعهم وإذلاهم، وإذ ما أنّت الشعوب، قالوا عن أنينها خيانةً وعمالةً وارتزاق !
يزخرُ السودان كغيرهِ من الدّول العربية بكل الموارد الطبيعية، التي كانت ستكفيه ليكون دولةً غنية ومكتفية ذاتياً، فيما لو هُيئت له إدارةً رشيدة وعلى قدرٍ من الكفاءة، ولو وفِر له مناخ من الحريات العامة وتكافؤ الفرص، أما وفي ظل وجوده تحت أغلال الحاكم المتوشح بكل النياشين المحلية والعالمية مثل بقية حكامنا، الآمر الناهي والخبير والحكيم بكل المجالات، في ظل غياب وتغييب كامل للحريات، وصلت المجاعة والفقر لكل بيت في الوقت الذي ينعم به البشير بحياةٍ ملؤها الرفاهية والترف.
إذ ما القينا نظرةً عابرة على جغرافيا الوطن العربي، سنجدها زاخرةً بالخيرات والمناخات الاقتصادية الملائمة للنمو والازدهار، ولكن وعلى الرغم من هذا نجد الشعوب العربية تتزاحم على حاويات النفايات أو نجدهم جثثاً ملقاة فوق شواطىء البلدان الغريبة، جثثاً لأشخاص كانوا يحلمون بالوصول لبر الأمان الذي حرموا منه في أوطانهم، في الوقت الذي نرى فيه حكامنا وأزواجهم وذرياتهم وأزلامهم يتصدرون المنافسات العالمية في الثراء والغناء ..نرى ملياراتنا المنهوبة مُكدسةً في المصارف الغربية ونرى البذخ والفسق والفجور في نوادي الأُنس الغربية !
الشعب السوداني وبقية الشعوب ليست خائنة لأوطانها ولا عميلةً لأعداء أُمتنا ولا مرتزقةً عند الآخرين، فكل ما يطالب به السودانيون والشعوب العربية هو الحرية والعدالة لنبني عالمنا العربي الذي جعلتموه في ذيل قائمة دول العالم، والذي جعلتموه عنواناً للتخلف والجهل، فالخائن هو من أشبع شعبه بالأوهام والأحلام ولم يُحقق منها شيئاً، والعميل هو من رهن سيادة بلده وكرامة شعبه لأعداء أمتنا حفاظاً على كرسيه وعرشه، والمرتزق هو من يتاجر بمصائب شعبه ويعتاش على جوعهم وفقرهم ليكنز ثرواتهم في مصارف الغرب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى